Page 57 - مجلة ثقافة قانونية - العدد الثالث
P. 57

‫يوليو ‪2024‬‬‫القومي‪ .‬وهو ما يتم – بحسب ما تظهرها القراءة‬       ‫كما كفل القانون ولائحته التنفيذية للمواطنين الحق‬  ‫كما يعبر القانون بوضوح عن ترحيب الدولة المصرية‬
      ‫للقانون ‪ -‬عبر تفعيل العمل التطوعى وحماية‬              ‫فى تكوين الجمعيات والمؤسسات الأهلية بمجرد‬         ‫بعمل المنظمات الأجنبية غير الحكومية على أراضيها‪،‬‬
      ‫المتطوعين‪ ،‬وتعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد‬           ‫الإخطار مع ضمان ممارستها لنشاطها بحرية وعدم‬       ‫إذ أنه لا يكتفى بفتح الباب أمامها للتواجد فى الواقع‬
      ‫ومعطيات مجتمع المعرفة وتكنولوجيا المعلومات‪،‬‬           ‫السماح للجهات الادارية التدخل فى شئونها أو حلها‬   ‫المحلي‪ ،‬وإنما يدعمها بتسهيلات وضمانات توفر لها‬
      ‫وتقنين كافة صور ممارسة العمل الأهلي‪ ،‬وحوكمة‬                                                             ‫بيئة مواتية لإنجاز عملها بشكل فعال وسريع فى‬
      ‫منظومة العمل سواء داخل المؤسسات والجمعيات‬                     ‫أو حل مجالس إدارتها إلا بحكم قضائي‪.‬‬
                                                            ‫‪ ‬بالإضافة إلى ذلك‪ ،‬تتضمن فلسفة القانون ‪149‬‬                                    ‫إطار من الشفافية‪.‬‬
               ‫الأهلية أو داخل الجهة الإدارية المختصة‪.‬‬      ‫لسنة ‪ 2019‬إحيا ًء لفكرة «التطوع»‪ ،‬التى كانت قد‬    ‫كما أزال القانون الجـديـد ولائحته التنفيذية‬
      ‫وحـرصـاً مـن القانون ولائحته التنفيذية على‬            ‫شهدت تراج ًعا ملحو ًظا على الصعيد المحلى بفعل‬     ‫كافة العقبات أمام العمل الأهلى وقدما العديد من‬
      ‫استدامة الأنشطة الأهلية القائمة حال ًيا‪ ،‬وعدم حدوث‬    ‫العديد من العوامل من بينها الإدراك الأمنى الذى‬    ‫التسهيلات له لتمكينه من مزاولة نشاطه بحرية وبما‬
      ‫أى انقطاع فى مسيرة الكيانات المخاطبة بأحكامه‪ ،‬بما‬     ‫يقوم على التشكيك بالأنشطة والفاعليات ‪-‬لاسيما‬      ‫يتوافق مع المعايير الـواردة بالمواثيق الدولية‪ ،‬وفى‬
      ‫فى ذلك المنظمات الأجنبية‪ ،‬أعطى القانون ولائحته‬        ‫الدفاعية والحقوقية‪ -‬المستقلة عن أجهزة الدولة‪،‬‬     ‫مقدمتها الإعـان العالمى لحقوق الإنسان والعهد‬
      ‫التنفيذية للجميع الفرصة لتوفيق الأوضاع خلال سنة‬       ‫باعتبارها تمثل مصدرًا من مصادر تهديد الأمن‬
      ‫من تاريخ العمل بلائحته التنفيذية‪ ،‬وفق إجراءات‬                                                                         ‫الدولى للحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬

                      ‫بسيطة تتوافق مع فلسفته العامة‪.‬‬
      ‫واستجابة لفلسفة الشراكة البناءة مع القطاع‬
      ‫الأهـلـي‪ ،‬وضعا القانون ولائحته التنفيذية حدا‬
      ‫للازدواجية التى كرسها القانون الملغى للإشراف‬
      ‫والمتابعة الرسمية لعمل الجمعيات‪ ،‬حيث وضع‬
      ‫مسؤوليتها بالكامل بيد الجهة الإداريـة المختصة‬
      ‫(وزارة التضامن)‪ ،‬مع تقليل اختصاصاتها إلى أدنى‬
      ‫حد‪ ،‬وأفسح بذلك المجال أمام المنظمات لتحقيق‬

                            ‫أهدافها على النحو الأمثل‪.‬‬
      ‫وفيما يتعلق بعمل المنظمات الأجنبية غير الحكومية‬
      ‫على وجـه التحديد‪ ،‬حــددت اللائحة التنفيذية‬
      ‫بالتفصيل الإطار الإجرائى الذى يجب على المنظمات‬
      ‫الأجنبية غير الحكومية الراغبة فى العمل بمصر‬

                    ‫اتباعه للحصول على تصريح بذلك‪.‬‬
      ‫كما حرص القانون ولائحته التنفيذية على تسهيل‬
      ‫التعاملات المالية للجمعيات الأهلية بما يواكب نشاطها‬
      ‫ويسهل عليها تنفيذ أغراضها‪ ،‬حيث سمح لها بتلقى‬
      ‫أموال نقدية وعينية من داخل الجمهورية من أشخاص‬
      ‫طبيعية أو اعتبارية مصرية أو أجنبية من داخل أو‬
      ‫خارج البلاد‪ ،‬وكذا من منظمات أجنبية غير حكومية‬

                        ‫مصرح لها بالعمل داخل مصر‪.‬‬
      ‫وخفض القانون ولائحته التنفيذية المدة اللازمة‬
      ‫للحصول على مـوافـقـة جهة الإدارة على تلقى‬
      ‫الجمعيات الأهلية المنح من المنظمات الأجنبية أو‬
      ‫المنظمات العاملة بالخارج من ‪ 90‬يو ًما إلى ‪ 60‬يو ًما‪،‬‬
      ‫بحيث يعتبر عدم رد جهة الإدارة على الجمعية الأهلية‬

                   ‫بعد انقضاء تلك المدة بمثابة موافقة‪.‬‬
      ‫كما يوفر القانون ولائحته التنفيذية مصدرًا للعون‬
      ‫المالى من خـال إنشاء صندوق دعـم مشروعات‬
      ‫الجمعيات والمؤسسات الأهلية‪ ،‬ويستحدث وحدة‬
      ‫مركزية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي‪ ،‬تتوافر‬
      ‫لها القدرات الضامنة لبناء شراكة مثمرة ودائمة بين‬

             ‫الحكومة والقطاع الأهلي‪ ،‬بمختلف مكوناته‪.‬‬
      ‫وتشجيعا لاستدامة العمل الأهلى حصر القانون‬
      ‫حالات حل الجمعيات والمؤسسات الأهلية فى أضيق‬
      ‫نطاق دون أن يكون للجهة الإدارية القرار فيه‪ ،‬حيث لا‬
      ‫تحل الجمعية الأهلية إلا بقرار من الجمعية العمومية‪،‬‬

                                     ‫أو بحكم قضائي‪.‬‬
      ‫كما انـه خـا مـن العقوبات السالبة للحرية‪،‬‬
      ‫واستعاض بفرض عقوبات مالية (غرامات) على‬

                                     ‫مخالفة أحكامه‪.‬‬
      ‫[كل هذا يجعل من القانون ‪ - 149‬بحسب القراءة‬
      ‫السابقة] ‪ -‬بداية لشراكة مهمة بين الدولة والمجتمع‬

                                             ‫الأهلي‪.‬‬

‫‪57‬‬
   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62