Page 11 - مجلة ثقافة قانونية - العدد الثالث
P. 11
شا��خ�لع�دصي�د ة�
المستشار د .فتحى نجيب مع المستشار د.خالد القاضى
؟ فأجاب -رحمه الله -الينبوع الأول هو والدى الذى هيأ لى أن أطلع هو المطلق والعدالة نسبية ..أما أن العدل مطلق فلأنه اسم من أسماء
فى سن مبكر ج ًدا على كتب ومؤلفات فى كافة فروع الثقافة ،ولم الله الحسنى وبلوغ العدل مستحيل ولكن تحقيق العدالة هو الممكن ،
يقتصر الأمر على مجرد الاطلاع بل أبدع ما فى ذلك كله إننى كنت والعدالة لا تتحقق إلا إذا كان العدل هو المنارة النهائية التى تسعى
أقرأ وأطلع وأحاور والدى الذى أسقط حواجز السن والتجربة ليتقبل إليها ،ونسبية العدالة تعنى تاريخيتها كما تعنى محليتها ،وبالتالى
حوارًا مع ابن صغير فكان الينبوع الأول هو الذى علمنى ألا أتعصب فإنه من الضرورى الإحاطة بكل الظروف الزمانية والمكانية التى يسعى
لفكرة واحدة وألا أنغلق على اتجاه واحد فى الرأى ،وأنه ما من رأى فيها القاضى لتحقيق العدالة وهو ما لا يتحقق إلا بثقافة عريضة
إلا وفيه قدر من صواب وما من رأى يخلو من وجه من أوجه القصور وعميقة للقاضى .
..الينبوع الثانى هو المرحلة التاريخية التى بدأ فيها وعي ّي بالأحداث * سألته :الكل يطالب بسرعة الفصل فى الأنزعة المطروحة على
العامة وكانت مرحلة شديدة الخصوبة فى حياة مصر حيث تعددت ساحات المحاكم ..بينما الفيلسوف فرنى Ferneyيقول « :إن الأحكام
التيارات والاتجاهات الثقافية والسياسية فكانت بذاتها مصدرًا للإلهام التى تصدر بسرعة تكون فى الغالب بعيدة عن العدالة» ..ما تعليقكم ؟
والتفكير فى كثير من أمور الحياة ..ثم كان انشغالى فـترة طويلة بالتاريخ أجاب « :كل إفراط يوقع فى الخطأ» ..فالسرعة الشديدة فى الفصل
الاقتصادى لأوروبا وبصفة خاصة إنجلترا مما شكل رؤية تتعدد ما بين فى القضايا تفتح أبواب الجحيم للتعجل الظالم ،كما أن البطء الشديد
فى الفصل فى القضايا مدعاة لاستقرار الظلم ،ومن هنا فإن كل قضية القانون والفلسفة والتاريخ والاقتصاد «.
* حين سأل ُته بأن يجيب بـ «نعم» أو «لا» عن بعض المأثورات ..قال :يجب أن تأخذ حظها من الدراسة والبحث حتى يصدر الحكم عادلاً ،
ولكن دون أن يصل أمر هذه الدراسة إلى تجاوز اللحظة المناسبة التى -هل الرحمة فوق العدل ؟
( نعم ) وإن كنت أتحفظ بأن الرحمة منطوية بالضرورة على نوع يشعر فيها الكافة أن القضاء يقظ وأن العدالة قائمة .
سوف تظل ذكراه ستظل محفورة فى قلب وعقل ووجدان ليس رجال من العدالة .
القضاء وحدهم بل ولا شك الانسان المصرى الذى وهبه فتحى نجيب -هل المساواة فى الظلم عدل ؟
حياته وفكره واهتمامه.. . آخرون ُيظلم أن منه يخفف لا ظل ًما الظلم ( لا ) غير صحيح ،يبقى
ونذكر من أقواله الشهيرة فى كتابه « التنظيم القضائى المصرى « هل الغاية تبـرر الوسيلة ؟
الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام : 2001 ( لا ) شرف الغاية يحتم أن تكون الوسيلة أي ًضا شريفة .
‹ إلى لإنسان المصرى الذى امتزج اشراق الوجود عنده بجوهر العدل.. -هل الحـق فـوق القـوة ؟
فجعل فجر الحضارة فجرا لضمير الانسانية ،وأنشودة لتألق العدل.. ( نـعـم ) فإن القوة بغير حق هى الظلم الغاشم .
يوليو 2024 * سألته ُ :يع ِّرف الفقيه «سيسرون» القانون بأنه « :العدالة الطبيعية ثم جعل الناى الحزين رمزا للأمل ..فى عودة العدل لتألقه ..اذا خبا
مجسمة» ،فما رأيكم فيمن يقول أنه على القضاة قبل أن يصدروا فى غمرة الظلام تألقه’.
أحكامهم وف ًقا للقوانين الموضوعة أن يقارنوا بينها وبين ما تقضى به وقد أصدر ُت كتاباً عنه بوصفه أحد أهم أعلام القضاء بعد وفاته
رحمه الله عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام . 2003 قوانين العدالة الطبيعية ؟
أجاب عليه رحمة الله :لعلى ُأغ ِّير من هذه الصياغة إلى صياغة رحمة الله عليك أستاذنا الجليل فى القضاء وفى التشريع ..وعزاؤنا
أخرى أتصور فيها أن هناك فار ًقا بين «العدل» و«العدالة» ..فالعدل أنك فى جنات الخلد مع الصديقين والشهداء والأبرار بإذن الله تعالى11 .