Page 17 - مجلة ثقافة قانونية - العدد الثالث
P. 17

‫الطبيعى بعد أن أول ّت المحكمة النصوص وقابلت بينها‪.11‬‬                                                                                                                               ‫حقوق الإنسان الوطنية‪ .‬ونزل‬   ‫وتحلقاوفقىهالمعوديحرديامتنهامل‪،‬عوي ُيوعبزازلتمنشرظيوعميةة‬   ‫ويضمن للأفراد‬
            ‫كما أكدت محكمة النقض أن الحق فى الالتجاء إلى القضاء مكفول للناس كافة‬                                                                                                                                     ‫التى كشفت عنها أحكامها‪ ،‬ومن‬                                                              ‫المشرع على رأيها‬
            ‫بما نصت عليه من «إن الدستور بما نص عليه فى المـادة ‪ ...‬منه أن لكل مواطن حق‬                                                                                                                               ‫تأصيلها وتفسيرها استلهم أهم مصادره فى تشريعات عدة منها ما يمس أدق الحقوق‬
            ‫الالتجاء إلى قاضيه الطبيعى قد دل على أن هذا الحق فى أصل شرعته حق للناس‬                                                                                                                                   ‫والحريات‪ .‬كل ذلك بغرض دعم نظام فاعل للعدالة الجنائية يضمن عدم الإفلات من‬
            ‫كافة لا يتمايزون فيما بينهم فى مجال اللجوء إليه وإنما تتكافأ مراكزهم القانونية فى‬                                                                                                                        ‫العقاب‪ ،‬دون الافتئات على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنين‪،‬‬
            ‫ععسللعىىيهفمضئةملاردندوإانلعأعمادخورلانىه‪،‬ذأعالوا إىلحجاحقزقتفوهقىفهممىحدتحفااوالعهةًاالمبعقذانرترمهداسصداتوولنرحًياهسموباامالهالذ‪،‬ااأتيويةإج‪،‬رووزهاقمقدعههبحقرعواصئرص اقملبمادناشسفرتيتورةه‬             ‫وغيرها من الحقوق والحريات العامة التى يكفلها الدستور والقانون‪ ،‬بالقدر اللازم‬
                                                                                                                                                                                                                                             ‫لتحقيق التوزان بين مصالح المجتمع وحقوق الأفراد‪.8‬‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫القو أمكىثرلحمقنوهقذاالإفنقسدارأنيأنواالجلج ًيهااكتيالفوأنطنميؤة اسلأساخترىحاقلوتقىا ُتلإنسسجالنتالطوورطنمينةظموثملةالمحجقلوسق‬
            ‫بلالطقبييوعدتاه‪،‬لتلىضيقماتنضأينهايتكنوظنيالمنه‪،‬فاواذلإتلىيهلا يحقجًاوزلبكلحاملنأنيلتوذص بلهإ‪،‬لىغيحردممقيصدادفرتىه‪،‬ذولبذكلإلاك‬                                                                            ‫الإنسان الوطنية تترقب أحكام القضاء الوطنى فى مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان‬
            ‫يكون الدستور قد كفل الحق فى الدعوى لكل مواطن‪ ،‬وعزز هذا الحق بضماناته التى‬                                                                                                                                           ‫لكى ُتشير إليها و ُتفاخر بها فى التقارير الوطنية أمام الجهات الدولية‪.‬‬
                                                                      ‫تحول دون الانتقاص منه»‪.12‬‬                                                                                                                      ‫أهم المبادئ التى أرستها محكمة النقض فى مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان‬
            ‫االلمتنحاكزملةعمنبهدأًبمهااقم ًارربتقه مضانئ أهانب«أنحاقلاحلتققافىضالىالحتقجاعءاإملمىكالفوقلضاللءكاحفقة‬  ‫أرست‬  ‫كما‬                                                                                       ‫يتميز قضاء محكمة النقض ‪ -‬بصفة عامة ‪ -‬بالحيدة والموضوعية وإعلاء مفاهيم‬
                                                                                                                     ‫يجوز‬  ‫أصيل لا‬                                                                                   ‫الحقوق والحريات على مقتضيات الإدانة والعقاب‪ .‬وخلال ممارسة وظيفتها القضائية‬
            ‫فلا يجوز التنازل عنه ولا يعتد بهذا التنازل لمخالفته للنظام العام وإن جاز تقييده‬                                                                                                                          ‫يمكنها من بسط اختصاصها‬  ‫القضائى‬  ‫تواتلبتعصمدحىكملةحاملانيقة حضقمونقهالًجإانمستامنيا ًلزاأفساى اسليتة‪،‬فعسليرى‬
                                                   ‫بمقتضى القانون أو بإرادة الأفراد»‪.13‬‬                                                                                                                              ‫قضاتها من تطويع النصوص‬  ‫نحو مكن‬
            ‫وفى الجانب المقابل‪ ،‬قيدت محكمة النقض الحق فى الالتجاء إلى القضاء إذا‬                                                                                                                                     ‫الجنائية‬   ‫ابوولااإإللعنتلجواراصاًءفوئلميققةصتمفالعمىضتقيناعواادتهعديدةحماقتلنواجعنلقدبتا ًاالللشمةإرنويحااسعلذااإيننتر اوإصنالحكجارفرني‪.‬ااائلتيهعةا‪،‬دالتألغة‪،‬سلايفبسًاىيلإمة‪،‬قطتابرمضومايانجاتلهاةملباتلدزأاوماقلابئالشمعرنعغطييقةر‬
            ‫انطوى على الانحراف بالحق أو التعسف فى استعماله فقررت بأن «حق الالتجاء إلى‬                                                                                                                                ‫المتناهية‬
            ‫القضاء مقيد بوجود مصلحة جدية ومشروعة‪ ،‬فإذا ما تبين أن المدعى كان مبطلاً فى‬                                                                                                                               ‫الصحيح‬
            ‫مقرر ًا‬  ‫حق ًا‬  ‫باشر‬  ‫فإنه لا يكون قد‬  ‫إلا مضارة خصمه والنكاية به‬  ‫دعواه ولم يقصد بها‬
                                  ‫بالتعويض»‪.14‬‬     ‫عمله خطأ يجيز الحكم عليه‬    ‫فى القانون‪ ،‬بل يكون‬                                                                                                                   ‫وكما سوف نلاحظ فى التطبيقات التالية‪ ،‬فقد فصلت محكمة النقض فى قضائها‬
            ‫وبذلك لم تقف اجتهادات محكمة النقض عند حد استعراض الحق فى الالتجاء‬                                                                                                                                        ‫العلة من منح الحماية لحقوق الإنسان التى تناولتها أحكامها‪ ،‬ورسخت الضمانات‬
            ‫إلى القضاء كما ورد بالوثائق الدولية أو الدستور‪ ،‬بل إنها تناولته بالتأصيل المنطقى‪،‬‬                                                                                                                        ‫الواجب توافرها فى الإجراءات الجنائية لكل من هذه الحقوق‪ ،‬على نحو يمنع بشكل‬
            ‫ودللت على أصل شرعته‪ ،‬وحددت مضمونه وجوهره‪ ،‬ومرماه‪ ،‬وقيوده‪ ،‬وضمانات ممارسته‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                        ‫قاطع التعدى عليها‪.‬‬
                                  ‫حماية أصل البراءة‬                                                                                                                                                                  ‫ونعرض فيما يلى لبعض صور حقوق الإنسان التى تصدت لها محكمة النقض‬
            ‫جواز نعته‬   ‫فى التمتع بحقه فى عدم‬      ‫حق الإنسان‬  ‫جوهر‬   ‫أصل البراءة‬  ‫بالإجَيرعا ِمك إ ُلسامببعددأ‬                                                                                                      ‫بالبحث والتأصيل‪ .‬وقد تخيرنا فى هذا المقام الحقوق التى تناولتها مواثيق حقوق‬
            ‫بأن المتهم‬  ‫بالمبدأ الدستورى القائل‬    ‫ضده‪ ،‬عملاً‬  ‫نهائى‬  ‫صدور حكم‬                                                                                                                                       ‫الإنسان الدولية‪ ،‬باعتبارها لصيقة الصلة بالشخص المعنى فى الإجراءات القضائية‪.‬‬
            ‫برئ حتى تثبت إدانته فى محاكمة قانونية عادلة‪ ،‬تكفل له فيها ضمانات الدفاع عن‬                                                                                                                                          ‫حق الالتجاء إلى القضاء‪:‬‬
            ‫نفسه‪ .‬لذلك فقد أسست محكمة النقض على أصل البراءة حق المتهم فى الدفاع عن‬                                                                                                                                   ‫األوااللتوجاصءوإللإىل اىلاقلعضدااءلةين‪e‬د‪c‬ر‪i‬ج‪st‬ت‪u‬ح‪J‬ت‪to‬م ‪s‬ص‪es‬طل‪c‬ح‪ c‬أ‪A‬و‪،‬سكعماميفرتهبوم ًطا‬  ‫الحق فى التقاضى أو‬
            ‫انمفسذتنسقهبروباققعدتضربارءمتااهلينؤحقذ ًقياهضاموقعيلدؤ ًذىساأىنياهعلل«عيودكاعلفلةىىمفًعحاى‪،‬قاإولمدقاناحالةكهبيمرائئةت‪5‬اال‪1‬ا‪.‬لوججتنتارمئتايي ًعبةايأةعنالليتىتىمشبلكادأيكأاضلصيقرلا اهالضبتىربارفءئةة‪،‬ى‬                                                                                           ‫الحق فى ولوج العدالة‬  ‫وهو‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫من ناحية أخرى بمفهوم سيادة القانون ‪ .Rule of Law‬وهذا الحق يلقى على الدولة‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫اعللواى إجبقلةيلملهاحقووطقن ًايلامقكاررنةأبمتأشجرنيب ًعيااتنهافـ‪،‬ا ًذوابممرياسعاًرةا‬  ‫أن توفر لكل فرد مقيم‬  ‫التزام يقتضى‬
                                  ‫صحة إسناد التهمة إلى المتهم لكى يقضى له بالبراءة»‪.16‬‬                                                                                                                                                                                                                     ‫بالإضافة إلى الحماية‬  ‫إلى محاكمها‪،‬‬
            ‫وأنزلت محكمة النقض فى العديد من أحكامها مبدأ أصل البراءة المنزلة اللائقة‬                                                                                                                                 ‫الضمانات الأساسية اللازمة لإدارة العدالة إدارة فعالة وف ًقا لمستوياتها فى الدولة‬
            ‫به‪ ،‬وأولته حماية واسعة‪ ،‬واجتهدت فى صياغته‪ ،‬على نحو يؤكد ارتباطه الوثيق بحقوق‬                                                                                                                             ‫المتحضرة‪ .9‬وحق الالتجاء إلى القضاء مكفول فى النظام القانونى المصرى سواء‬
            ‫الإنسان فى مجال الدعوى الجنائية‪ ،‬بل إنها ذهبت أبعد من ذلك واعتبرته من قبيل‬                                                                                                                               ‫من خلال التشريعات الوطنية الرئيسية أو من خلال المبادئ التى وضعتها المحاكم‬
            ‫المصالح العامة‪ ،‬وانعكس ذلك بشكل واضح على المبادئ التى أرستها بشأنه‪ .‬وبالتالى‬                                                                                                                             ‫العليا‪ .‬ويجد الحق فى الالتجاء إلى القضاء ومثول الشخص أمام قاضيه الطبيعى‬
            ‫وفإقعدمرا ًسل لخأتحكماحمهك‪،‬مأةنالإنثبقاتضالفتىهأمحةكاقبملهاالأمتصهلمايلبقرعاءعة‪،‬لوىأكعداتتقتالطنبييا ًقباةلاهلذعااالممةبدفأعاللميههام‬                                                                    ‫أساسه فى الدستور‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 97‬منه على أن «التقاضى حق مصون ومكفول‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫للكافة‪ .‬وتلتزم الدولة بتقريب جهات التقاضى‪ ،‬وتعمل على سرعة الفصل فى القضايا‪،‬‬
            ‫اولمحشدرعهاأنعيبفءر تقضدقيرامئالندقلاينول‪،‬نيوةلالإ ُيثلبزامتالاملتتههممبةتأوقلدنيقم ألىعدبلءياللإعثلباىتبرعالءىته‪،‬عاكتمقااللماتهيممل‪.17‬ك‬                                                                 ‫ويحظر تحصين أى عمل أو قرار إدارى من رقابة القضاء‪ ،‬ولا يحاكم شخص إلا أمام‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫قاضيه الطبيعى‪ ،‬والمحاكم الاستثنائية محظورة»‪ .‬وطب ًقا لنص المادة ‪ 98‬من الدستور‬
            ‫فإذا خلت الدعوى من دليل قاطع على صحة الاتهام فلا يلتزم المتهم بتقديم أى دليل‬                                                                                                                             ‫يضمونإاعلمقاالناًولنلنلغصيور الصقاوادلرأينحكماامل ًايلماتوقسدائمةل‪،‬الفاقلدت تجاصء إدلتىمالحقكمضاةءا‪،‬لوناقلدفضالمعفعهنوم احلققواقهضم‪.‬ى‬
                                                   ‫على براءته لأن الأصل فيه هو البراءة‪.‬‬
            ‫مقت وضامهنعمدآمثارلاملتحزاكممفة اىلتنسقبيضب أفىحكتابم اجليبلرامءةبدبأمأبدأصلماشلبررواعءيةةأانلهادلأيرلسالتذمىبتدأًشهداد ًمتا‬                                                                             ‫الطبيعى فى العديد من أحكامها‪ ،‬فقررت أن «نص الدستور على حق المواطن فى الالتجاء‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫إلى قاضيه الطبيعى‪ ،‬ويقصد بالقضاء الطبيعى‪ ،‬الجهات القضائية الوطنية المنشأة‬
            ‫فى تطبيقه بالنسبة لأحكام الإدانة‪ .‬وبالتالى فقد تمكنت محكمة النقض‪ ،‬من خلال‬                                                                                                                                ‫والمحددة اختصاصاتها بموجب نصوص هذا القانون‪ ،‬على أن يكون ذلك‬                                                 ‫فطىبوق ًاقللتقاسانبوقن‬
            ‫تفسيرها القضائى لأصل البراءة ‪ -‬فى السنوات الأولى لإنشائها ‪ -‬وقبل صدور كافة‬                                                                                                                               ‫على المطالبة القضائية أو وقوع الجريمة‪ ،‬على أن تكون مشكلة من قضاة‬
            ‫المواثيق الدولية التى أرست مبادئ المحاكمة العادلة من الرقابة على مشروعية الإجراءات‬                                                                                                                       ‫متخصصين ومدربين على العمل القضائى يتمتعون بالنزاهة وكافة ضمانات الاستقلال‬
                                                                      ‫المستمد منها دليل الإدانة‪.18‬‬                                                                                                                   ‫والحيدة وعدم القابلية للعزل‪ ،‬كما يجب أن يتوافر أمام تلك الجهات القضائية حق‬
            ‫وإن المتتبع للعديد من أحكام محكمة النقض التى تصدت فيها لحماية الحقوق‬                                                                                                                                     ‫اأكلواصادانلفأاحقابعطنةبروااكلانفوفهللاةاجيمهةاضةالمألامعنخااتترمكهةىنوالاإلدلساقرتحيثقضنةاافأءءوىفلياتعلكلوخةطتنأعاولنلصاأفبخاىختلأرفىحصاكصفاللميصفهبسباىالتلكاافلطفرعةصباقللرماةلنفمابيزقثهرعباراوةمتتققأاايرنلًاروًاعكنلًااب‪.‬ةننووتاإلمنصنوامحالاعبدكهوامسوجتأهووي ًدرىا‬
‫يوليو ‪2024‬‬  ‫والحريات‪ ،‬سوف يتبين أنها أسست قضاءها فيها على مبدأ أصل البراءة‪ ،‬وجعلت منه‬
            ‫أحد عناصر مبدأ الشرعية الإجرائية‪ ،‬فقررت «إن الشرعية الإجرائية سواء ما اتصل منها‬
            ‫بحيدة المحقق أو بكفالة الحرية الشخصية والكرامة البشرية للمتهم ومراعاة حقوق‬
            ‫الدفاع جميعها ثوابت قانونية أعلاها الدستور والقانون وحرض على حمايتها القضاء‬                                                                                                                              ‫النص»‪ .10‬وقد جاء قضاء محكمة النقض فى هذا الصدد اجتها ًدا لإرساء فكرة القاضى‬

‫‪17‬‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22