Page 7 - القصص
P. 7
كأس أم بحيرة
في أحد الأيام شعر شاب صغير بعدم الرضا عما يحدث من أمور حوله ،فذهب الى
معلمه ليعبر عن مرارة تجاربه السيئة ومعاناته .نصحه المعلم بأن يضع حفنة من
الملح في كأس من الماء ثم يشربها ،ففعل ذلك .سأله المعلم :كيف وجدت طعمه ؟
قال الشاب وهو يبصق :إنه مالح جدا .
ضحك المعلم ضحكة خفيفة ،ثم طلب منه أن يأخذ نفس حفنة الملح ويضعها في
البحيرة ..وسار الاثنان بهدوء نحو البحيرة ،وعندما رمى الشاب حفنة الملح في
البحيرة قال له المعلم :والأن اشرب من البحيرة .وأثناء ما كانت قطرات الماء تسيل
من فوق ذقنه سأله :كيف تستطعمه ؟ قال الشاب :إنه منعش فسأله المعلم :هل
استطعمت الملح ؟ رد الشاب :لا .وهنا نصح المعلم الشاب الصغير قائلا :إن ألام
الحياة مثل الملح لا أكثر ولا أقل ،فكمية الألم في الحياة تبقى نفسها بالضبط ،ولكن
تعتمد المعاناة التي نستطعمها على السعة التي نضع فيها الألم .لذا ما يمكن أن تفعله
عندما تشعر بالمعاناة والالام ،هو أن توسع فهمك وإحساسك بالأشياء .
** لا تكن مثل الكأس ،بل كن مثل البحيرة ...