Page 65 - merit 53

‫‪63‬‬ ‫إبداع ومبدعون‬

‫الشعر في تونس‬

‫جمال الجلاصي‬

‫(تونس)‬

‫رغيف‬

‫‪-٢‬‬ ‫أ َّيام الفرح‪،‬‬
‫في الحلم قل َت‪َ :‬أنز ِل القصيدة إلى‬ ‫نركل الكلمات كجراء جرباء‬
‫ال َّشارع عارية‪،‬‬
‫ستحترق عيون الما َّرة‪ ،‬لكن لن‬ ‫نحتقر الشعر‪،‬‬
‫يجرؤ أحد على مغازلة صهيلها‪.‬‬ ‫ُنلقي به تحت جدار خرب‬
‫سيرتكب الوقت ممحاته على حد‬
‫تضاريسها‪ ،‬سنمضي إلى ما لا‬ ‫كقطعة خبز يابسة‪..‬‬
‫نهاية له ولا بداية‪ ،‬لنجني أشهى‬ ‫أ َّيام الفرح‪،‬‬
‫ما في الحقول من فاكهة الله‪،‬‬
‫لنقطف الح َّب من قلوب ع َّشاق‬ ‫نستمتع بالقهقهات‪،‬‬
‫ماتوا قبل ال َّرعشة‪.‬‬ ‫بالرقص‪ ،‬وملاحقة الموسيقى‬

‫بينما أنتظر حصاد الح ِّب الذي‬ ‫الصاخبة‪،‬‬
‫ق َّطر ُته في روح القصيدة‪،‬‬ ‫نك ِّرر الأصوات ذاتها ببلاهة‪،‬‬
‫ما زرعت من الحزن والفرح في‬ ‫لا نلتفت إلى الخلف‪ ،‬ولا إلى‬
‫جسد الكلمات‪،‬‬
‫الخلو َد الذي أحلم بصداقته‪،‬‬ ‫المستقبل‬
‫القصائ َد الحقيقيَّة التي تؤاخي‬ ‫تسيل اللحظة حتى نحسبها خلو ًدا‪،‬‬
‫اللَّيل‬
‫وتنبت في تربة ال َّسهر والوحدة‪،‬‬ ‫تلمع عيوننا بنزق كقطط شبقة‬
‫وحدة الح ّب‪،‬‬ ‫ويبدو لنا الناس طيبين ومسالمين‬
‫رائحة الح ّب‪،‬‬
‫نباتات الح ّب المتسلِّقة لأسوار‬ ‫مثل ماء في جدول‪..‬‬
‫الح ّب‪،‬‬ ‫لك َّن الحزن يعود سري ًعا‬
‫نسغ الح ّب‪،‬‬
‫أصابع الح ّب التي تمسك قلم‬ ‫كرفيق وف ٍّي‪،‬‬
‫الح ّب‪،‬‬ ‫يحتضننا ويؤنس وحدتنا‬
‫تنطق كلمات‬ ‫التي‬ ‫أاذلشجراحفلا ّعهبا‪،‬لااللحيححا ّّةبب‬ ‫ويغلِّف الموسيقى بإيقاعه الرمادي‬
‫تبذر الأرض من‬ ‫التي‬ ‫ويملؤنا الخواء من جديد‪،‬‬
‫التي‬ ‫فنركض بلهفة إلى ذلك الجدار‬
‫لن تكون حياة‬‫سوى بعد الحب‪..‬‬
‫الخرب‬
‫لنلتقط قطعة الخبز اليابسة‪،‬‬
‫نقبِّلها وننفخ عليها‪ ،‬ليطير ما علق‬

‫بها من غبار‬

‫ويتد َّفق الشعر‬

‫كنهر من أرغفة‪..‬‬