Page 5 - بحث تفسير
P. 5
الباب الأول
الأسباب المعينة على تدبر القرآن الكريم_.
_ مواقف السلف الصالح الدالة على حرصهم لتدبر وفهم القرآن وتأثرهم وعلاقتهم بالقرآن.
عشر أسباب تعين على تدبر وفهم القرآن الكريم :
1ـ تحسين ال ِّتلاوةَ:أ َم َر الله تعالى بترتيل القرآن في قولهَ ﴿ :و َر ِّت ْل ا ْل ُق ْرآ َن َت ْر ِتيلًا﴾
-2قراءة ال َّليل:فصلاة الليل وال َّتأ ُّمل في آيات القرآن ومواعظه وعبره
-3الإنصات عند سماعه:أ َم َر الله تعالى عبا َده المؤمنين بالاستماع والإنصات عند قراءة القرآن؛ كي
ينتفعوا به ،ويتد َّبروا ما فيه من ال ِح َكم والمصالح
ُ -4ح ْسن الابتداء والوقف:هناك آيات لها تع ُّلق بما قبلها أو بعدها ،وكثير من الق َّراء لا ُيراعون حسن
الابتداء أو الوقف
َ -5ف ْهم المعاني:الجهل بمعاني القرآن يصرف عن تد ُّبره وتل ُّذذ القلب بقراءته
-6الوقوف عند المعاني:والمقصود بذلك :أن يقف القارئ عند المعنى فلا يتجاوزه إلى غيره ،متأ ِّملًا له،
ومتف ِّكر ًا فيه
-7ترديد الآية المؤ ِّثرة في القلب:ترديد الآيات من أبرز صور الوقوف عند المعاني ،ولنا في رسول الله
ص ّلى الله عليه وس ّلم أسوة حسنة؛ فقد « َقا َم ال َّن ِب ُّي ص ّلى الله عليه وس ّلم ِبآي ٍة َح َّتى َأ ْص َب َح ُير ِّد ُدهاَ ،والآية :ِإ ْن
ُت َع ِّذ ْب ُه ْم َفِإ َّن ُه ْم ِع َبا ُد َك َوِإ ْن َت ْغ ِف ْر َل ُه ْم َفِإ َّن َك َأ ْن َت ا ْل َع ِزي ُز ا ْل َح ِكي ُم
-8معرفة أساليب القرآنَ :م ْن لم يعر ْف أساليب القرآن ،سيجد نف َسه غريب ًا عن آيات القرآن ،وتراكيب ُج َمله،
وسيعاني لفهمها ما يعاني ،ومعرف ُة هذه الأساليب م َّما يعين على تد ُّبر القرآن
-9تحسين الصوت عند القراءة:و للصوت الحسن أث ٌر كبي ٌر في تدبر كلام الله تعالى
-10فهم لوازم النص ومقاصده:وهذا من أعظم أسباب تدبر القرآن الكريم ،فإن القرآن كثير ًا ما يذكر في
القصص مواطن العبرة
مواقف السلف الصالح في التدبر و فهم القرآن وتأثرهم به :
-1قال محمد بن حجادة :قلت لأم ولد الحسن البصري ما رأيت منه -أي الحسن البصري -فقالت :رأيته فتح
المصحف ،فرأيت عينيه تسيلان وشفتيه لا تتحركان.
-2قال قتادة(:ما أكلت الكرات منذ قرأت القرآن) ،يريد تعظيما للقرآن.
-3وكره أبو العالية:أن يقال سورة صغيرة أو قصيرة وقال لمن سمعه قال ها أنت أصغر منها ،وأما القرآن
فكله عظيم.
-4قال ابن أبي مليكة:صحبت ابن عباس -يعني في السفر -فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القرآن حرفا
حرفا ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب.
-5قال عبدالله بن عروة بن الزبير:قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر كيف كان أصحاب رسول الله -صلى الله
عليه وسلم -إذا سمعوا القرآن؟ قالت( :تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله).
➁ كتاب (التدبر في القرآن )