Page 23 - مجلة جمارك عمان العدد 5
P. 23
الأأمنية التي تواجهها الدول والمجتمعات، بع�ضها يرتبط بطبيعة النظام ال إإعلامي، ما أ�ريد أ�ن �أعيد الت�أكيد عليه هنا (وقد �سبق
وتغير البيئة الإإعلامية ودخول و�سائل جديدة، وحجم الحرية التي تتمتع بها و�سائل ال إإعلام، أ�ن ن�شرته في أ�كثر من مقال) هو إ�ن بع�ض
قد لا ت�ستطيع الدول التحكم في م�ضامينها، وعلاقة هذه الو�سائل بالحكومة ،وال أأهم على الأأن�شطة الب�شرية يمكن �أن تتخطي كونها
يجعلمنهذهالو�سائل�سلاح ًامتعددالحدود، وجود أ�و عدم وجود ا�ستراتيجية إ�علامية �سلاح ذو حدين ،وت�صبح متعددة الحدود،
ولي�ست �سلاحا ذو حدين فقط .فالدور الذي وعلى ر�أ�سها الأأن�شطة ال إإعلامية والات�صالية
يمكن أ�ن تقوم به و�سائل ال إإعلام تجاه ال أأمن للتعامل مع ق�ضايا الأأمن الوطني. في المجتمع ،التي يمكن في ظروف معينة ،وفي
الوطني قد يكون �سلبي ًا تمام ًا عندما ت�ستخدم لقد ات�سع مفهوم الأأمن الوطني كثير ًا في ق�ضايا محددة أ�ن ت�صبح �أ�سلحة لها حدود
في دعم الإإرهاب ون�شر الفكر المتطرف، ال�سنوات الأأخيرة ليتجاوز المفهوم التقليدي كثيرة .ولذلك ف�إن علينا �أن ننتبه لذلك حتى
ويمكن �أن يكون �إيجابياً ومفيد ًا في مواجهة الذي كان يح�صره في ال أأمن الع�سكري، نقلل إ�لى �أق�صى حد ما يمكن �أن ت�سببه من
تحديات الأأمن الوطني عندما ت�سهم في خلق و�أ�صبح ي�شمل �أبعاداً غير ع�سكرية مثل ال أأمن
الوعي ال�شعبي بهذه التحديات ،وتوفر ل�صانع من ال إإرهاب ،والأأمن الاقت�صادي ،و أ�من جروح للمجتمع والدولة والإإن�سان.
القرار ال أأمني المعلومات التي تعينه على الطاقة ،وال أأمن البيئي ،و أ�من المناخ ،والأأمن ولعل هذا ما يدعونا �إلى المطالبة ب إ�عادة
اتخاذ القرار ال�صائب في المواقف المختلفة، الغذائي ،وال أأمن ال�سيبراني ،وجميع الق�ضايا النظر ،بعد تجاربنا ال إإعلامية الطويلة ،في
وعندما تعمل كرقيب حر على م ؤ��س�سات مفهوم الأأمن الوطني ودور و�سائل ال إإعلام
المجتمع تك�شف �أخطائها وتدفعها �إلى مراجعة المتعلقة ب أ�من الأأرواح والممتلكات في بلد ما. المتعدد الوجوه والحدود �سواء في دعم وتعزيز
�أ�صبح ال أأمن الوطني يعني كما يرى البع�ض هذا ال أأمن ،أ�و في تهديده وزيادة حجم
وت�صحيح خططها و�سيا�ساتها. "العي�شفيمناخخالمنالهجوم أ�و أ�ي�سيناريو
نعلم أ�ن لدينا مخاوف تتعلق بالت�أثيرات قد ي�ؤدى �إلى �سقوط القانون والنظام" .ويمتد المخاطر التي يتعر�ض لها.
ال�سلبية لحرية الر�أي والتعبير وال�صحافة ال أأمن الوطني ليغطي "قدرة ال أأمة على من المهم �أن ن�صل إ�لى قناعات حول ما إ�ذا كان
على ال أأمن الوطني ،وهي مخاوف قديمة ال�سيطرة على المواقف الخارجية والداخلية يجب علينا �أن نزيد من م�ساحة الحرية التي
ومتوارثة من فترات �سابقة ،كانت وما زالت التي قد تعر�ض الدولة للخطر" .ووفقا لذلك تتمتع بها و�سائل إ�علامنا ،لكي تكون قادرة
�أحد أ�هم أ��سباب فر�ض قيود على و�سائل ف إ�ن مكونات ال أأمن الوطني أ��صبحت تت�ضمن على التنبيه إ�لى التهديدات التي يتعر�ض لها
ال إإعلام �سواء التقليدية أ�و الجديدة في العديد حماية أ�رواح وكرامة وممتلكات ،المواطنين، ال أأمن الوطني ،وبالتالي زيادة قدرة المجتمع
من دول العالم ،وحان الوقت في هذا الع�صر وحماية الموارد والثروات ،وحماية الثقافة والدولة على الا�ستعداد لها ومواجهتها ،أ�م
والقيم والآآداب العامة ،وحماية ال إإقليم الاحتفاظ بالم�ساحات المحدودة من الحرية
الرقمي لمراجعتها. و�سيادة الدولة وم�ؤ�س�ساتها ،بال إإ�ضافة إ�لى التي تجبر و�سائل الإإعلام على تجاهل تلك
لا �شك أ�ن هذه المراجعة تتطلب مراجعة �شاملة تحقيق العدالة والظروف المعي�شية العادلة التهديدات والتقليل من �ش�أنها ،وما قد يترتب
وعاجلة لر�ؤية المجتمع للإإعلام ومكانته بين على ذلك من تعر�ض الدولة والمجتمع لل أأزمات
م�ؤ�س�ساته ،ودوره ،والفل�سفة التي تحدد لجميع مواطني الدولة. المفاجئة التي قد تهدد ا�ستقراره وربما تهدد
وظائفه ،وال إإطار التنظيمي والأأخلاقي الذي ورغم عدم وجود إ�جماع بين ال إإعلاميين
يحكم عمله ،وذلك حتى يكون �سلاحاً فاعلا وال أأمنيين حول الت أ�ثير الفعلي لل إإعلام أ�ي�ضا بقاءه وا�ستمراه.
ذا حد واحد ،يعزز ال أأمن الوطني ولا يهدده. وو�سائله ور�سائله على ال أأمن الوطني ،ف إ�ن من الم ؤ�كد أ�ن دور و�سائل ال إإعلام في تعزيز أ�و
تغير مفهوم ال أأمن الوطني وتعدد التهديدات تهديد الأأمن الوطني يتوقف على عوامل كثيرة
22