Page 134 - merit 53
P. 134

‫العـدد ‪53‬‬      ‫‪132‬‬

                                                   ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬  ‫د‪.‬هدى عطية‬

‫قصص تلتقط سمات‬
       ‫بنات إيزيس‪..‬‬

 ‫قراءة في مجموعة‬
         ‫«سرير فارغ»‬

   ‫تعلن القاصة عن حضورها الإبداعي عبر سرد‬              ‫أمام سرد أنثوي يؤكد جدارة الإبداع‬           ‫نحن‬
 ‫يتماهى بالراهن الثقافي والاجتماعي والاقتصادي‬      ‫النسوي في كشف اللثام عن مناحي مهمة‬

    ‫أي ًضا‪ ،‬سرد يندغم بالوجع الأنثوي معب ًرا عن‬       ‫مما بقي مهم ًشا ومسكو ًتا عنه‪ ،‬مما له‬
    ‫مباهج الأنوثة ومخاوفها‪ ،‬أفراحها وأطراحها‪،‬‬         ‫تعلق بالمرأة بوجه خاص‪ ،‬أو بإدراكها‬
 ‫واص ًل الوجود الأنثوي «حاضره بماضيه»‪ ،‬دون‬          ‫المرهف والمتفرد للحياة والعالم واللحظة‬
     ‫أن يفصل شقاء هذا الوجود عن شقاء الآخر‬             ‫المعيشة‪ ،‬فعبر الجمع الصعب بين تركيب لغوي‬
‫«الرجل» الذي يمثل الجانب النظير لاكتمال الحياة‪.‬‬    ‫مائع‪ ،‬وسرد يتسم بالبساطة المدهشة تبدع «سمية‬
   ‫هذا هو المعنى الذي نجده في القصة الأولى التي‬
  ‫جاءت تحت عنوان «شارع»‪ ،‬وهي قصة تجترح‬                   ‫عبد المنعم» خمس عشرة مرآة قصصية‪ ،‬ع َّل‬
‫أحد الأغلفة المسكوت عنه وتحاول تمزيقه‪ ،‬إذ تلقي‬      ‫الضمير الجمعي‪ ،‬فض ًل عن ضمير القاريء الفرد؛‬
   ‫الضوء بجرأة شديدة على صورة المرأة الداعرة‪،‬‬      ‫علَّه يبصر في صفحتها بع ًضا مما يتغافل عنه بوعي‬
  ‫ممعنة بإحكام وقدرة في استخدام آلية الوصف‬          ‫أو بغير وعي‪ ،‬فقد آثر هذا السرد ألا يبقى في إطار‬
  ‫التفصيلي لهذه المرأة‪ ،‬وللسياق الذي يراها العالم‬   ‫الجسد الناعم ونداءاته المحمومة للاكتمال بالآخر‪،‬‬
                                                     ‫ولا في إطار الغرف المغلقة ونصف المضاءة‪ ،‬وإنما‬
   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139