Page 142 - اللغة العربية وادابها
P. 142
?علامات الضبط والشكل?
?لم تكن العرب في جاهليتها تضــــبط حروف كلماتها بالشــــكل? ،?وعلى هذا جرى رســــم?
?المصـحف الإمام في زمن سـيدنا عثمان? -?رضـي الله عنه? -?ولم يكن ذلك ُي ّشـكل عقبة?
?في ق ارءتهم النصــوص المكتوبة من غير ضــبط أو شــكل? ،?فقد كانوا يعتمدون في ذلك?
?كله على السـياق? ،?وعلى ما ُوهبوا من سـليقة تسـاعدهم على الق ارءة الصـحيحة? ،?ولكنهم?
?بسـبب شـيوع اللحن? ،?اضـطروا في النصـف الثاني من القرن الهجري الأول إلى وضـع?
?علامـات ضــــــ ـبطوا بهـا نطق كـل حرف تـألفـت منـه الكلمـة? ،?وقـد بـدؤوا بـالقرآن الكريم?،??
?وينسب هذا العلم الجليل إلى أبي الأسود الُّدؤلي المتوفى سنة (?69?هـ)? .?فقد نقط القرآن?
?نقط الإع ارب? ،?ووضـــع له علامات تفرق بين حركات حروفه? ،?ما كان منوناً منها? ،?وما?
?كـان غير منون ?،?ثم تطور عملـه هـذا على يـد عبقري من عبـاقرة الأمـة? ،?هو الخليـل بن?
?أحمد الف ارهيدي المتوفى (ســـنة ?170?هــــــــــ)? ،?الذي اســـتبدل الضـــمة والفتحة والكســـرة?
?والســــــكون والتنوين بعلامات أبي الأســــــود الدؤلي ?،?ولم تدمج هذه العلامات في بنية?
?الكلمات? ،?وإنما جاءت منفصـلة عنها? ،?فالضـمة الفتحة والسـكون وضـعت فوق الحرف?
?الذي تضــبطه? ،?ووضــعت الكســرة تحت الحرف الذي تضــبطه? ،?ورموز الحركات هذه?
?مأخوذة من الواو? ،?والفتحة من الألف? ،?والكســـرة من الياء? ،?وذلك للعلاقة الصـــوتية بين?
?الحركات وحروف المّد ?،?وبهذا الضــبط اســتطاع علماء العربية أن ييســروا على الناس?
?النصوص العربية الق ارءة الصحيحة?.??
?ولم يكت ِف علمـاء العربيـة بهـذا العمـل الخط ّي? ،?فيمـا ذهبوا إليـه من تيســــــ ـير تعلم?
?العربيـة وضــــــ ـبطهـا? ،?بل بادروا على د ارســــــ ـة قوانين هذه اللغـة? :?النحوية والصــــــ ـرفية?