Page 58 - النظس السياسية
P. 58

‫تبرز العلاقة بين الدستور والسياسة العامة من خلال طبيعة العلاقة بين مؤسسات النظام‬
  ‫السياسي الرسمية (التشريعية والتنفيذية والقضائية) واستقلالية كل منها وحدود صلاحياتها‬
‫واختصاصاتها‪ ،‬أي من خلال طبيعة العملية السياسة وأداء النظام السياسي وامكانات تطبيق‬

        ‫المبادئ الدستورية والتي على ضوءها يتحدد نجاح أو فشل السياسة العامة للدولة‪.‬‬
       ‫فكلما كانت السياسة العامة مستندة في صنعها إلى القواعد الدستورية ولا تتجاوز أي‬
  ‫مؤسسة من مؤسسات النظام السياسي على الدستور كلما كانت السياسة العامة اقرب إلى‬

                                    ‫النجاح واقرب إلى تحقيق متطلبات ومصالح المجتمع ‪.‬‬
   ‫ويكون واقع عمل المؤسسات الرسمية وعلاقتها فيما بينها ودورها في السياسة العامة من‬

     ‫خلال الخطوات الأساسية لأعداد السياسة العامة التي تقوم على الرسم والتنفيذ وم ارقبه‬
      ‫التنفيذ وتقييم أثار السياسة العامة‪ .‬فكل مؤسسه من تلك المؤسسات تهتم بمفصل من‬

        ‫مفاصل السياسة العامة وتعمل على تحقيقه‪ ،‬والأداء السياسي السليم والمتكامل لتلك‬
 ‫الخطوات في الرسم والصنع والتنفيذ والتقييم للسياسات العامة على نحو مرن ومتوازن بين‬

              ‫مؤسسات النظام السياسي هو الذي يكفل نجاح متطلبات السياسة العامة‪. 40‬‬

                                                     ‫ثالثا‪ :‬النظام السياسى والأيديولوجية‪:‬‬
‫الأيديولوجية لها دور مهم في حركة الأنظمة السياسية وفاعليتها وقدرتها التأثيرية (فلا توجد‬

    ‫دولة دون أن يكون لها إطار أيديولوجي واضح وصريح‪ ،‬فالنظم السياسية لا تعمل بشكل‬

                                                             ‫‪56‬‬
   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63