Page 71 - النظس السياسية
P. 71

‫ففي الوقت الذي تكون فيه تلك المؤسسات غير الرسمية كجماعات الضغط والأح ازب‬
   ‫السياسية على سبيل المثال لها أهمية ودور وفاعلية في الدول المتقدمة‪ ،‬يكون دورها في‬
   ‫الدول النامية مغيب وهامشي نوعا ما إلى حد الذي تكون فيه ردود أفعال للنظام السياسي‬

               ‫تعكس متطلباته وتعمل على تحقيقها وليس تحقيق مطالب وأهداف المجتمع‪.‬‬
    ‫لذلك يمكن الانطلاق من فرضية أساسية تشير إلى انه هناك دور متباين لمؤسسات غير‬
  ‫رسمية لعملية صنع السياسة العامة في الدول المتقدمة والنامية ذلك بسبب طبيعة التكوين‬
‫التاريخي للنظم السياسية المتقدمة والنامية وترسخ مؤسساتها واستق اررية العمل السياسي في‬

         ‫كل منها ومدى توافر الأهلية والوعي السياسي للمجتمع‪ ،‬إضافة إلى طبيعة الظروف‬
       ‫الاقتصادية والاجتماعية‪ ..‬حيث تسهم تلك الأمور لقوة أو ضعف دور المؤسسات غير‬

                    ‫الرسمية في عملية صنع السياسة العامة في الدول المتقدمة والنامية‪. 2‬‬

                                                                  ‫أولا‪ :‬جماعات المصالح‬

‫وهي جماعات تجمعها مصلحة مشتركة‪ ،‬دائمة أو مستقرة تناضل باستم ارر من أجل تعظيم‬
‫مصالحها ومنافعها من خلال الضغط على الحكومة للحصول على الم ازيا والتنازلات‬
‫والمساعدات‪ ،‬بل وعلى الدعم المباشر أو غير المباشر من قبل الحكومة‪ .‬فـي نفس الاتجاه‪،‬‬
‫يأتي التأكيد على عنصر «استم اررية المصلحة» كشرط لقيام جماعة المصالح؛ فتعرف بأنها‬
‫«مجموعة من الأف ارد تسعى إلى تحقيق أهداف تتعلق بمصالح خاصة‪ ،‬عادة ما يكون لها‬

                                                              ‫‪69‬‬
   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76