Page 131 - الصحافة المتخصصة
P. 131
الصحافة المتخصصة
وسيقود تطوير هذين النوعين من الذكاء الاصطناعي إلي ما ُيشار إليه باسم (التفرد التكنولوجي) حين
يتخطي التقدم التقني قدرة البشر علي التوجيه والتحكم ،وينشئ تصور مثل هذه الأنظمة بالغة التطور
وتصو ارت مبهرة للتقدم الحضاري ،إلا أن وجودها ربما ُيهدد وجود البشر أو علي أقل تقدير سُيهدد أسس
الحياة كما عهدها البشر.
وفي كل الأحوال يصعب تصور عالم البشر بصحبة الأشكال الأكثر تقدماً من الذكاء الاصطناعي،
ويؤكد استع ارض الأنواع المختلفة من الذكاء الاصطناعي علي حقيقة واحدة وهي حاجة هذه التكنولوجيا
إلي سنوات طويلة وأبحاث شاقة قبل الاقت ارب من تصو ارت العلماء لذروتها ،ويعني ذلك أنه لا ي ازل
هناك ما يكفي من الوقت قبل القلق الفعلي من سيطرة الروبوتات علي العالم ،والأهم من ذلك لا ي ازل
المجال متاحاً لوضع معايير صارمة لأبحاث الذكاء الاصطناعي وأمنها ،وفي الوقت نفسه هناك مساحة
رحبة لتصور مستقبل مزدهر للبشر بفضل إمكانات الذكاء الاصطناعي.
توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام
علي الرغم من أن فكرة الاعتماد علـي صياغة الأخبار آلياً ليست جـديدة ،فقبل نصف قرن ،وصف
) )Glahn 1970عملية لتوليد ما أسماه منتجاً بواسطة الكمبيوتر مسبقاً عن توقعات الطقس بالاعتماد
علي إنشاء بيانات مكتوبة مسبقاً تصف أحوال الطقس ،التي يتوافق كل منها مع ناتج معين لنموذج
التنبؤ بالطقس منها علي سبيل المثال مزيج من سرعة الرياح وهطول الأمطار ودرجة الح اررة.
وكان التحيز بمثابة الوصمة التي تواجهها وسائل الإعلام غالباً ما يتم ترتيب المعلومات التي يتم تقديمها
للجمهور بدرجات من التحيز تؤدي إلي محتوي مضلل بدلاً من الأخبار الواقعية والمتوازنة ،وفي هذا
الإطار يري ) (Leo Leppanen 2020أن صحافة الذكاء الاصطناعي ستساعد في تقليل التفسير
الذاتي للبيانات ،حيث يتم تدريب التعلم الآلي علي م ارعاة المتغي ارت التي تُحسن وقتها التنبؤية فقط ،
بنا ًء علي البيانات المستخدمة ،لكنها تحتاج في ذات الوقت للتحقق من إمكانية أن تكون الصحافة
117