Page 59 - الصحافة المتخصصة
P. 59
الصحافة المتخصصة
الدينية يمكن أن تكون دافعاً لارتكاب الج ارئم والانح ارفات ،فالإهمال الأخلاقي هو عامل ذو علاقة قوية
بالانح ارف ،فالتربية الدينية بصفة عامة تُعد عاملاً رئيسياً في تشجع الأطفال على السلوك القويم،
ليتفادى الأطفال الوقوع في الجريمة.
وتعد الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تقوم بعملية التنشئة للطفل وتحويل سلوكه إلى السلوك
الاجتماعي ،وتعمل على توجيه وارشاد أبنائها ،فهم في حاجة إلى معرفة أن هناك حدوداً معينة لتبين
لهم ما يمكن وما لا يمكن فعله ،أما في حالة فساد أخلاق الأسرة يعتبر أسوء تطبيق وفهم القواعد
الشرعية التي تؤدي إلى تشريد الأبناء وانح ارفهم ،فتهميش دور الدين في الحياة الاجتماعية ينجم عنه
المشكلات الأخلاقية ،ارتكاب الفحشاء ،إدمان المسك ارت والمخد ارت ،القسوة في معاملة الأطفال ،ممل
يدفع الأطفال إلى ترك المنزل واللجوء إلى الشوارع ويكون فريسه سهلة للعصابات الجريمة المنظمة
لاستغلالهم في أعمال غير مشروعة كالسرقة وبيع المخد ارت أو تجارة الأعضاء.
-3الوضع الاقتصادي للأسرة:
الوضع الاقتصادي يلعب دو اًر مهماً في أن يصبح الطفل سوًيا أو مجرًما ،فقد تلجأ الأسر إلى السكن في
أماكن مزدحمة ،وغير صحية بسبب عجزها المادي ،كما قد تشغل الأسرة الكبيرة مسكًنا صغيًار ،ما
يجعل ال ارحة والاستق ارر غير متوفرين لأف اردها ،فيضطر الأولاد إلى تركه واللجوء إلى الشارع حيث
يصادفون أصدقاء السوء ،كما أن الأسرة التي يعيش جميع أف اردها على اختلاف أعمارهم ذكو اًر واناثاً في
مثل هذا المسكن المزدحم ،لا يتاح لها الاحتفاظ بمستوى مقبول من الضوابط الأخلاقية والقيم
الاجتماعية ،ويصبح من الصعوبة الرقابة والإش ارف على الأطفال بشكل كاف ،وهذا ما يؤدي بهم إلى
التسكع في الشوارع وما يتبع ذلك من اتصالهم بأوساط خلقية فاسدة تشجعهم على الجريمة.
ويؤثر الفقر وانتشار البطالة على التنشئة ،ويؤثر انخفاض المستوى المعيشي للأسرة على مدى توفير
الحاجات الأساسية التي لابد منها لضمان النمو واستم ارر الحياة ،ما يدفع بالأسر إلى تشغيل أبنائها في
سن مبكرة وتحمل المسؤولية ،فيسعون بشتى الوسائل لتوفير الضروريات واذا لم يجدوا فإنهم يبحثون عن
49