Page 44 - مهارات التحرير الاعلامي
P. 44

‫مهارات التحرير الإعلام‬

‫فيما يرى محمد س د فهمي المتخصص في الإعلام والاجتماع أساساً أخلاقياً قيمياً للمارسة‬
‫الصحفية تعبر عن وجود معاي ر سلوكية وقواعد اخلاقية تنبع من قواعد المهنة ذاتها‪ ،‬ومن متطلبات‬

  ‫نجاح العمل المهني الت ازم الممارس بهذا النظام الأخلاقي أو الدستور المهني المتفق عليه ص ارحة‪.‬‬
‫وانطلاقاً من هذا الفهم فأن الكث ر من الصحف ن العامل ن في وسائل الاتصال الجماه رية‬
‫توجه إل هم انتقادات مختلفة أساسها أنهم يفتقدون الاهتمام بالسلوكيات الأخلاقية‪ ،‬ومن ثم يفتقدون‬
‫الت ازماتهم المعنوية نحو السلوكيات الأخلاقية والتمسك بها على الرغم من أن هناك إستثناءات تشمل‬
‫الكث ر من العامل ن في م دان الصحافة لا تنطبق عل هم هذه الانتقادات مما يتطلب الاهتمام بهذا‬

                                                                                     ‫الجانب‪.‬‬
                                                                         ‫أ‪ .‬المهن وأخلاقياتها‪:‬‬
‫إذا كان لكل مهنة وكما أسلفنا مهما تعددة أنواعها وأشكالها أخلاقياتها وقيمها الخاصة بها‪،‬‬
                 ‫فلابد من معرفة أولاً ماذا تعني مفردتا ‪-‬الأخلاق والقيم‪ -‬ثم مفهوم المهن وأنواعها‪.‬‬
‫فالخلق عند الإمام الغ ازلي‪ :‬عبارة عن ه ئة في النفس ارسخة‪ ،‬عنها تصدر الأفعال بسهولة‬
‫ويسر من غ ر حاجة إلى فكر وروية‪ ،‬فأن كانت اله ئة تصدر عنها الأفعال الجم لة المحمودة عقلاً‬
‫وشرعاً‪ ،‬سم ت تلك اله ئة التي هي المصدر خلقاً حسنا‪ ،‬وأن كانت صادرة عنها الأفعال القبيحة سم ت‬
‫اله ئة التي هي المصدر خلقاً س ئاً… ثم قال‪ :‬الخلق أذن هو عبارة عن ه ئة النفس وصورتها الباطنة‪،‬‬
‫ويعرف الغ ازلي أيضاً (الضم ر) بانه‪( :‬صوت ينبعث من أعماق الصدور‪ ،‬آم ًار بالخ ر أو ناهياً عن‬
                                                     ‫الشر‪ ،‬وأن لم ترج مثوبة أو يخشى عقوبة)‪.‬‬
‫ويشكل مفهوم ‪-‬القيمة‪ -‬أهمية كب رة لدى الباحث ن لكثرة استخدامها في الكتابات الصحفية‬
‫الإعلامية‪ ،‬فالقيم تعرف بأنها‪ :‬عبارة عن مجموعات مركبة من المعاي ر نستخدمها كمقياس أو مستوى‬
‫نستهدفه في سلوكنا‪ ،‬ونسلم بأنه مرغوب فيه أو مرغوب عنه‪ ..‬ويتضمن مفهوم القيمة اتخاذ الإنسان‬
‫ق ار اًر أو حكماً يتصرف بمقنضاه في موقف ما‪ ،‬ويمكن تم ز القيمة عن الدوافع أو الاتجاه أو غ ر ذلك‬

                                                     ‫‪36‬‬
   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48   49