Page 47 - aijtimaeiaat althaalith mutawasit
P. 47

‫( الفيضي) المتمثلة في وسط وجنوب العراق من اكثر المناطق التضاريسية سكاناً اذ تضم بنحو‬
‫ثلثي عدد السكان‪ ،‬أما في المنطقة الشمالية فيتوزع السكان على سهول المنطقة المتموجة وسهول‬
‫المنطقة الجبلية‪ ،‬في حين نجد أن سكان الهضبة الغربية الصحراوية يقتصر توزيعهم حول مناطق‬
‫الواحات و مراكز الوحدات الإدارية‪ ،‬أما بالنسبة لتأثير المناخ والموارد المائية فنظراً لسيادة المناخ‬
‫الصحراوي وظروف الجفاف التي تتمثل بأرتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار‪ ،‬نجد أن غالبية‬
‫سكان العراق يتركزون عادة بالقرب من المصادر المائية والتي تتمثل بنهر دجلة وروافده والفرات‬
‫وفروعه في حين نجد أن سكان الهضبة الغربية قد اعتمدوا في تركزهم بصورة رئيسة على المياه‬

                                                                     ‫الجوفية ومياه الأمطار‪.‬‬

‫ب‌‪.‬العوامل الاقتصادية‪ :‬تتمثل أهمية العوامل الاقتصادية في توزيع السكان في كونها تحدد نوع‬
‫استعمالات الأرض سواء كانت للأغراض التجارية أم الصناعية أم الزراعية أم الخدمية فضلاً عن‬
‫أهميتها في تحديد نمط توزيع السكان وكثافتهم‪ ،‬فسيادة الطابع الزراعي مثلاً يجعل للزراعة دوراً‬
‫كبيراً في جذب السكان والتي تظهر عادة في المناطق الممتدة حول نهري دجلة والفرات‪ ،‬أما المناطق‬
‫الصناعية فترتفع فيها الكثافة السكانية وتتجمع المدن الكبرى حولها كمدينة بغداد والموصل‪ ،‬كما‬
‫أن للثروات الاقتصادية كالنفط والثروات المعدنية دورها في تحويل المناطق المنتجة له إلى مراكز‬

             ‫استقرار دائم ويظهر ذلك بوضوح في محافظات البصرة وكركوك ونينوى وميسان‪.‬‬
‫كما تعد المنافذ التجارية وطرق النقل سواء كانت برية أم مائية أم جوية أحد العوامل المؤثرة في‬

    ‫توزيع السكان والأقاليم الصناعية إذ نجد أن توزيعهم عادة يكون ممتداً مع امتداد تلك الطرق‪.‬‬

‫جـ‪.‬العوامل الإدارية والدينية‪ :‬كثيراً ما تشجع مراكز المدن الإدارية على جذب السكان اليها نظراً‬
                               ‫لتوافر فرص العمل والنشاطات الاقتصادية والخدمية والتجارية‪.‬‬

‫كما أن وجود المراقد الدينية المقدسة ‪ ،‬ولاسيما في النجف وكربلاء وسامراء والكاظمية ساعد على‬
‫جذب إعداد كبيرة من السكان لغرض زيارة تلك المراقد أواستقرارهم فيها الأمر الذي أدى إلى‬

                                                 ‫ازدياد النشاط التجاري وتوسع العمران فيها‪.‬‬

‫د‪.‬العوامل التاريخية‪ :‬يتناسب عدد السكان مع قدم الاستيطان البشري تناسباً طردياً فكلما كان‬
‫الاستيطان في المنطقة قديماً ازداد تركز السكان وتوزيعهم في تلك المناطق‪ ،‬فقد شهد وطننا العراق‬
‫استقراراً وتطوراً كبيراً عبر تاريخه العريق‪ .‬إذ تشير المصادر التاريخية إلى أن العراق شهد‬
‫المراحل الأولى للاستقرارالبشري ‪ ،‬فقد استوطنته حضارات بشرية منذ القدم وأصبحت مناطقهم‬
‫جاذبة للسكان‪ ،‬إذ استقرت على أرضه العديد من القرى الزراعية‪ ،‬لاسيــما على جانبي نهـر دجلة‬

                                                                       ‫‪46‬‬
   42   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52