Page 243 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 243

‫‪241‬‬           ‫ثقافات وفنون‬

              ‫مسرح‬

‫محسن العزاوي‬  ‫سليمة خضير‬           ‫إبراهيم جلال‬                       ‫والراقصات وبنات الليل في تلك‬
                                                                     ‫الفترة وما احتوته من خروقات‬
‫لتكون صورة ثابتة في المعاملات‬          ‫عن المسرحيات التي تحتوي‬
     ‫اليومية‪ ..‬إلى أن جاءت فترة‬      ‫على شخصيات أنثوية! لكي لا‬                        ‫للآداب العامة‪.‬‬
                                   ‫يدخل في ورطة البحث عن ممثلة‬            ‫كل ذلك أسهم في تأخر زج‬
 ‫ثورة ‪ 1958‬دخلت عندها المرأة‬                                              ‫العوائل العراقية ببناتها في‬
 ‫العراقية في مجال التمثيل بقوة‪،‬‬                       ‫وإشكالياتها‪.‬‬        ‫العروض المسرحية‪ ..‬إلا ما‬
                                     ‫كانت النظرة المجتمعية قاصرة‬      ‫ندر‪ .‬ومن ضمن النادر والقليل‬
    ‫بعد أن حاول النظام الجديد‬         ‫في عقد الخمسينيات لحضور‬           ‫والشاذ جاءت الممثلة (مديحة‬
  ‫إلغاء القوانين القديمة الخاصة‬                                        ‫سعيد) لتخرق القاعدة وتنشق‬
   ‫بالمرأة الممثلة‪ ،‬وأجيزت العديد‬      ‫الممثلات في المشهد المسرحي‬      ‫على الأعراف والتقاليد السائدة‬
   ‫من الفرق الأهلية التي ضمت‬            ‫في ظل الإجحاف والتقصير‬       ‫لتشكل علامة فارقة في الحضور‬
                                   ‫الاجتماعي والديني‪ ،‬فجسد المرأة‬          ‫المسرحي الأنثوي‪ ،‬لاسيما‬
     ‫جملة من الممثلات المتعلمات‬      ‫عورة من غير الممكن إشهارها‬       ‫وهي تمتلك قد ًرا لا بأس به من‬
‫منهن زينب وأزودوهي صامؤيل‬            ‫عبر الوسيط المسرحي‪ ،‬أما من‬         ‫الجمال وعذوبة الصوت‪ ،‬بعد‬
                                      ‫وجهة نظر الدولة ودستورها‬           ‫أن قدم حقي الشبلي تعهدات‬
     ‫وناهدة الرماح ومي شوقي‬                                               ‫وضمانات قاسية لأهلها في‬
‫وزكية خليفة وغيرهن‪ ..‬ودخلت‬                ‫فلا يحق للممثلة ‪-‬مث ًل‪-‬‬        ‫الانضمام لفرقته المسرحية‪،‬‬
‫جملة من الفتيات النابهات معهد‬           ‫الارتباط بضابط في الجيش‬         ‫لتستمر لفترة معينة تعمل في‬
‫الفنون الجميلة‪ ،‬وهذه المرة لفرع‬    ‫العراقي أو دبلماسي كبير‪ ،‬وهي‬        ‫فرقته إلى أن ارتبط بها ضابط‬
‫التمثيل بالذات‪ ،‬كفوزية الشندي‬        ‫لا تزال تعمل في الوسط الفني‪،‬‬          ‫من أهالي الموصل وأقعدها‬
 ‫وأزودوهي صامؤيل وهناء عبد‬              ‫وهذا الأمر مثبت في جريدة‬         ‫البيت‪ ..‬ظل المجتمع العراقي‬
                                         ‫الوقائع العراقية‪ ،‬ولا تقبل‬
  ‫القادر وسهام السبتي وغزوة‬          ‫شهادة الممثلة في المحاكم لأنها‬         ‫ينظر بريبة وشك وحذر‬
              ‫الخالدي وغيرهن‪.‬‬       ‫بوصف الدولة القاصر (ممثلة)‬            ‫لحضور الجسد الأنثوي في‬
                                    ‫تلعب الأدوار المختلفة‪ ،‬فلا كلمة‬   ‫التجارب المسرحية‪ ،‬حتى عندما‬
        ‫كان للانفتاح الثقافي على‬   ‫فصل لديها ولا حقيقة مجسدة‪..‬‬            ‫افتتح فرع التمثيل في معهد‬
    ‫الحركات الاجتماعية والفنية‬          ‫تخيلوا أنهم نقلوا صورتها‬      ‫الفنون الجميلة عام ‪ ،1940‬فإن‬
  ‫الغربية ‪-‬ومن ضمنها حركات‬              ‫المرآوية على خشبة المسرح‬          ‫الشابات عزفن عن الدخول‬
                                                                        ‫والتسجيل فيه ورحن لفروع‬
       ‫تحرر المرأة‪ ،‬وبتوجيه من‬                                            ‫الرسم والنحت والموسيقى‪،‬‬
   ‫الحركات السياسية اليسارية‬                                          ‫وهذه (عبلة العزاوي) أول فتاة‬
 ‫في بلادنا‪ -‬الأثر البالغ في تطور‬                                     ‫يحتضنها معهد الفنون الجميلة‪،‬‬
                                                                     ‫تدخل فرع النحت وليس التمثيل‬
                                                                        ‫الذي ظل فر ًعا ذكور ًّيا لفترة‬
                                                                      ‫طويلة‪ ،‬واخذ الطلبة المطبقين في‬
                                                                     ‫فرع التمثيل يستعينون بطالبات‬
                                                                          ‫النحت والرسم والموسيقى‬
                                                                       ‫لإشغال الشخصيات والأدوار‬
                                                                         ‫الأنثوية في مسرحياتهم‪ ،‬في‬
                                                                        ‫حين أخذ البعض الآخر يبتعد‬
   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248