Page 122 - كتاب العربي الثاني المتوسط الجزء الاول
P. 122
أَ ْو يُ َؤ ِدّ َي إِلَى تَأْ ِخي ِر نُ ُمــ ِّو ِه العَ ْق ِلــ ّيِ أَ ِو البَدَنِ ّيِ أَ ِو ال ُّرو ِح ّيِ أَ ِو الا ْجتِ َما ِعــ ّيَِ ،وأَ ْو َجبَ ْت َعلَــى
الدُّ َو ِل الَّ ِتي َوافَقَ ْت َعلَى الا ِتّفَا ِقيَّ ِة بَأَ ْن تَتَّ ِخذَ َج ِمي َع التَّدَابِي ِر التَّ ْش ِري ِعيَّ ِة َوال ِإدَا ِريَّ ِة َوالا ْجتِ َما ِعيَّ ِة
َوالتَّ ْربَ ِويَّ ِة الَّتِي تَ ْكفُ ُل تَ ْح ِقي َق َه ِذ ِه ال ِح َمايَ ِةَ ،وذَ ِل َك ِبأَ ْن يَ ْلتَ ِح َق ال ِّط ْف ُل بِالعَ َم ِل ِع ْندَ بُلُو ِغ ِه ِسنًّا ُمعَيَّنَةً
لاقبلهاَ ،ولا يَ ْع َمــ َل إِ َّل َسا َعا ٍت َم ْحدُودَةً َو ِفي ُظ ُرو ٍف ُمنَا ِسب ٍةَ ،وفِي العَا ِم نَ ْف ِس ِه أَقَ َّر ِت ال َج ْم ِعيَّةُ
العَا َّمةُ ال ِإ ْعلاَ َن العَالَ ِم َّي ِل ُحقُو ِق ال ِّط ْف ِل الَّ ِذي َكانَ ْت ُم َس َّودَتُهُ قَ ْد أُ ِعدَّ ْت ِفي َعا ِم 1957مَ ،ولَ ِكنَّهُ
أق َّر بَ ْعدَ ُم ُرو ِر َسنَ َوا ِت.
َوات َخذَ ِت ال َج ْم ِعيَّةُ العَا َّمةُ َه ِذ ِه ال ِإ ْج َرا َءا ِت َوالتَّ ْو ِصيَا ِت بَ ْعدَ أَ ْن تَ َزايَدَ ْت َظا ِه َرةُ تَ ْش ِغي ِل الأَ ْطفَا ِل،
َوتَ ْس ِخي ِرهم ِفي أَ ْع َما ٍل َغ ْي ِر ُم َؤ َّه ِلي َن لَ َها َج َس ِديًّا أَ ْو نَ ْف ِسيًّاِ ،م َّما يَتْ ُر ُك آثَا ًرا َس ْل ِبيَةً ِفي ال ُم ْجتَ َمعِ
بِ َش ْك ٍل َعا ٍّمَ ،و َعلَى الأَ ْطفَا ِل ِب َش ْك ٍل َخا ٍ ّصَ ،وال َم ْق ُصودُ بِعَ َم ِل الأَ ْطفَا ِل ُه َو العَ َم ُل الَّ ِذي يَ َض ُع
أَ ْعبَا ًء ثَ ِقيلَةً َعلَى ال ِّط ْف ِلَ ،ويُ َه ِدّدُ َسلا َمتَهُ َو ِص َّحتَهُ َو َرفَا ِهيَّتَهَُ ،ويَ ْستَ ِفيدُ ِم ْن َض ْع ِف ِه َو َعدَ ِم قُ ْد َر ِت ِه
َعلَى ال ِدّفَاعِ َع ْن ُحقُو ِق ِهَ ،ولاَ يُ َشار ُك فِي تَ ْن ِميَ ِت ِه ،ويُ ِعي ُق تَ ْع ِلي َمهَُ ،ويُغَيِّ ُر َحيَاتَهُ َو ُم ْستَقبَلَهُ.
َو ِفي َهذَا ال َجا ِن ِب لاَ يُ ْم ِك ُن أَ ْن نَ ْغفَ َل َم ْوقِ َف ِدي ِننَا ال َح ِني ِف ِم َن الأَ ْطفَا ِل؛ ِإ ْذ أَ ْع َطى ِللأَ ْطفَا ِل أَ َه ِّميَةً
َكبِي َرةً ،فَ ُهم أَ ْحبَا ُب اللهِ ،فَ َجعَ َل لَ ُهم ُحقُوقًا َخا َّصةً تَ ْمنَ ُح ُهم َحيَاةً َك ِري َمةًَ ،وتَ ْز َر ُع ال ُح َّب ِفي قُلُوبِ ِهم،
َوال ِوئَا َم َم َع َم ْن َح ْولَ ُهمَ ،و َح َر َص ال ِإ ْسلاَ ُم َعلَى أَ ْن يُ ْمنَ َح ال ِّط ْف ُل العَ َوا ِط َف َوال ُح َّب َوال َحنَا َن الَّتِي
يَ ْحتَا ُج إلي َهاَ ،وأَ ْن يَ ْشعُ َر ِبال َّرا َح ِةَ ،وا ْهتِ َما ِم الَّ ِذي َن َح ْولَهُ ِبه َ ،و ِر َعايَتِ ِهم إِيَّاهَُ ،و ِم ْن َح ِقّ ِه التَّعَلُّ ُم
َوالا ْس ِت ْم َرا ُر ِبهَ ،ك َما يَ ُكو ُن ِم ْن َح ِقّ ِه اللَّ ِع ُب َوالتَّ ْر ِفيهُ َع ْن نَ ْف ِس ِهَ ،و ُم َشا َر َكتُهُ فِي ال َحيَا ِة الثَّقَافِيَّ ِة
َوال ِف ْك ِريَّ ِة َوالفَنِيَّ ِةَ ،وأَ ْن يَ ْح َص َل َعلَى ال ِّر َعايَ ِة ال ِ ّص ِحيَّ ِة ال َكا ِملَ ِة الَّتِي تُ َسا ِعدُهُ َعلَى النُّ ُم ِّو ال َّس ِلي ِم،
َوتَ ْن ِميَ ِة قُدُ َرا ِت ِه العَ ْق ِليَّ ِة َوالبَدَ ِنيَّ ِةَ ،وأَ ْن يَ ُكو َن لَهُ ال َح ُّق ِفي العَ ْد ِل َوال ِإ ْن َصا ِفَ ،وال ُم َسا َعـدَةِ إِذَا َما
ِفي أَثْنَا ِء النَّ ِ ّص فَقَدَ َحقّا ِم ْن ُحقُوقِ ِه ال َم ْش ُرو َع ِةَ ،وأَ ْن يَ ُكو َن لَهُ
ا ْس ٌم َح َس ٌن فِي اللَّ ْف ِظ َوال َم ْعنَى ،فَقَ ْد َجا َء ِفي
أَو َج َب َر ُسو ُل اللهِ (صلَّى اللهُ علي ِه وآل ِه
ال َح ِدي ِث ال َّش ِري ِف( :إِنَّ ُك ْم تُ ْد َع ْو َن يَ ْو َم ا ْل ِقيَا َم ِة
َو َسلَّ َم) الا ْس َم ال َح َس َن لل ِط ْف ِل ِع ْندَ ِولادَ ِت ِه، ِبأَ ْس َما ِئ ُك ْم َوأَ ْس َما ِء آبَا ِئ ُك ْم ،فَأَ ْح ِسنُوا أَ ْس َما َء ُك ْم).
ِب َما يَ ْح ِم ُل ِصفَةً َح َسنَةً ،أَو َم ْعنًى َم ْح ُمودًا ُك ُّل تِ ْل َك ال ُحقُو ِق تَ ْجعَ ُل ال ِّط ْف َل يَ ْن َشأُ نَ ْشأةً
َس ِلي َمةً ،فَالأَ ْطفَا ُل ُه ُم ال ُم ْستَ ْقبَ ُلَ ،وإِ ْع َطا ُؤ ُهم
يَ ْبعَ ُث ال َّرا َحةَ ِفي النَّ ْف ِس َوال ُط َمأنِينَةَ فِي ُحقُوقَ ُهم لاَ يَ ْن َشأُ َع ْن َها ِإ َّل ُم ْجتَ َم ٌع َس ِلي ٌم ُم ِح ٌّب
القَ ْل ِبَ ،وذَ ِل َك ِم ْن َشأنِ ِه أَ ْن يُوقِ َظ فِي و ْجدَا ِن
ال ِّط ْف ِل ال َمعَانِ َي ال َّسا ِميَةَ َوال َم َشا ِع َر النَبِ ْيلَةَ. ِلنَ ْف ِس ِه.
الصف الثاني المتوسط 121