Page 9 - ثقافة قانونية العدد السادس- للنشر الالكتروني
P. 9
حيث كتب على أمين فى زاويته الصحفية اليومية» فكرة“ وكان على رأس مطالبه رفع مستوى المرأة لتحقيق المساواة
دعا فيها إلى تخصيص يوم الاحتفال بالأم ،على اثر زيارة
قامت بها إحدى الأمهات للراحل مصطفى أمين فى مكتبه السياسية والاجتماعية للرجل من ناحية القوانين وضرورة
وقصت عليه قصتها وكيف أنها تر َّملت وأولادها صغار ،ولم
تتزوج ،وكرست حياتها من أجل أولادهـا ،وظلت ترعاهم حصول المصريات على حق التعليم العام الثانوى والجامعي،
حتى تخرجوا فى الجامعة ،وتزوجوا ،واستقلوا بحياتهم،
وانصرفوا عنها تماماً ،حيث قال :لم لا نتفق على يوم من وإصلاح القوانين فيما يتعلق بالزواج ، وسجل عام 1928
أيـام السنة نطلق عليه»يوم الأم“ ونجعله عي ًدا فى بلادنا
وبلاد الشرق ..وفى هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا التحاق أول مجموعة من الفتيات إلى جامعة القاهرة.
ويرسلون للأمهات خطابات يقولون فيها شك ًرا يا أمى ..لماذا
لا نشجع الأطفال فى هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة وفى 16مـارس عام ،1956حصلت المرأة المصرية على
فيمنعوها من العمل ..ويتولوا هم فى هذا اليوم كل أعمالها
المنزلية بدلا منها ولكن أى يوم فى السنة نجعله عيد الأم؟ .. حق الانتخاب والترشيح وهو أحد المطالب التى ناضلت المرأة
وبعد نشر المقال بجريدة الأخبار ،اختار القراء تحديد يوم
21مارس وهو بداية فصل الربيع ليكون عيدا للأم ليتماشى المصرية من أجلها ،واستمرت فى المشاركة فى مختلف أوجه
مع فصل العطاء والصفاء والخير ،وكان أول احتفال بعيد
الام فى 21مارس سنة 1956م ..وهكذا خرجت الفكرة من الحياة سـواء سياس ًيا و اجتماع ًيا ، حتى توجت جهودها
فى دستور 2014وتعديلاته عام ، 2019فقد نصت المادة
مصر إلى بلاد الشرق الأوســط الأخرى .
أما عن العالم ..فقد أصدرت الأمم المتحدة عام 1977 السادسة من الدستور على أن «الجنسية حق لمن يولد لأب
قرارًا باعتبار يوم 8مارس كعيد عالمى للمرأة ،ويقام للدلالة
على احترام العالم وتقديره المرأة ؛ لإنجازاتها الاقتصادية، مصرى أو لأم مصرية والاعتراف القانونى به ومنحه أوراقاً
والسياسية والاجتماعية ،كما تحول ذلك اليوم إلى مناسبة
مهمة للتوعية الاجتماعية والقانونية بمناضلة المرأة عالمياً ، رسمية تثبت بياناته الشخصية ،حق يكفله وينظمه القانون،
وفى بعض الدول يعد هذا اليوم عطلة رسمية كما فى روسيا
وكوبا وإريتريا ،فى حين تتمتع النساء فقط بهذه العطلة كما ويحدد القانون شروط اكتساب الجنسية» ،وقد ك ّرست هذه
فى الصين ونيبال ومدغشقر ،فى حين تجرى الأعراف فى المادة حق المرأة فى إعطاء جنسيتها لأولادها والذى كانت
البعض الآخر على تقديم الرجال للأمهات والزوجات الهدايا
قد حصلت عليه فى تعديل قانون الجنسية فى عام 2004
والزهور كما فى بلغاريا وكرواتيا وشيلي.
ويعود أصل هذا الاحتفال إلى عام 1856م حين خرج ،وقد أقرت هذه المادة ،بما لا يدع مجالاً للشك أو الجدل،
آلاف النساء للاحتجاج فى شوارع مدينة نيويورك على
الظروف اللاإنسانية التى كن يجبرن على العمل تحتها ،ورغم أن جنسية الأولاد من أم مصرية هى جنسية «أصيلة» تستند
أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا
أن المسيرة نجحت فى دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح الى حق الدم وليست جنسية مكتسبة.
مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية. وفى عبارات دستورية صريحة وواضحة حرصت المادة 11
وفى 8مارس1908 م عادت الآلاف من عاملات النسيج
للتظاهر من جديد فى شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن من الدستور على أن تكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة
هذه المرة قطعاًمن الخبز اليابس وباقات من الورود فى خطوة
رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار والرجل فى جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية
«خبز وورود» ،وطالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات
العمل ووقـف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع والاجتماعية والثقافية وفقا لأحكام الدستور ،وتعمل
،وشكلت ُمظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية
متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصاًبعد انضمام نساء الدولة على اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان تمثيل المرأة
من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف
رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق تمثيلاً مناسبا فى المجالس النيابية ،على النحو الذى يحدده
فى الانتخاب. ، القانون ،كما تكفل الدولة للمرأة حقها فى تولى الوظائف
ومـن ثـم بـدأ الاحـتـفـال بيوم 8مـن مــارس كيوم المـرأة
الأمريكية تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة ، 1909 العامة ووظائف الإدارة العليا فى الدولة والتعيين فى الجهات
وقد ساهمت النساء الأمريكيات فى دفع الدول الأوربية إلى
تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة ،وقد تبنى اقتراح والهيئات القضائية ،دون تمييز ضدها ،وكان تعديل المادة
الوفد الأمريكى بتخصيص يوم واحد فى السنة للاحتفال
بالمرأة على الصعيد العالمى بعد نجاح التجربة داخل الولايات 102من دستور 2014الذى أقره الشعب فى استفتاء 2019
المتحدة ،فصدر قرار المتحدة باعتبار يوم 8مارس عي ًدا
علامة فارقة فى تاريخ نضال المرأة المصرية فقد خصص لها
دول ًيا للمرأة.
كانت المرأة ولا زالت وستظل أيقونة متلألئة ،ومصبا ًحا نسبة %25من مقاعد مجلس النواب
و ّها ًجا ،ينير للمجتمع طرق العمل والجدية والكفاح والصبر
ثم يأتى يوم 21مـارس للاحتفال بعيد الأم الـذى يؤذن
والدأب وإدراك الغايات الوطنية الكبرى.
بفصل الربيع منذ العصور القديمة عند الإغريق حيث كان
الاحتفال “بريا» وهى أم الآلهة ،وتشهد آثار مصر القديمة
بلوحاتها ونقوشها الرائعة هذه المكانة المتميزة للمرأة عموماً
وللأم خصوصاً .حيث تخيل الفراعنة السماء أما تلد الشمس
بالإضافة إلى أن عدد كبير من آلهة كل صباح
الفراعنة كانوا من الامهات مثل
ايـزيـس و نفتيس وغيرهم
ولـقـب قـدمـاء المصريين
الأم (ست بر ) ومعناها (
ربة البيت ) ،وترجع قصة
اختيار يوم 21مارس عي ًدا للأم فى
مصر ،إلى الصحفى الراحل على أمين و
اخيه مصطفى امين – مؤسسى جريدة أخبار اليوم
ثــقافة قــــانونية
9