Page 31 - thirdsecondary
P. 31

‫تبادل الآ ارء‪:‬‬

                                                               ‫دوافع الامتيا ازت‪:‬‬

‫مّر معك في كتابي قضايا تاريخّية في الصفين وجهة النظر الثانية‪:‬‬

‫استخدمت القوى الأوروبّية الامتيا ازت كأداة لجعل‬                ‫الأّول الثانو ّي والثاني الثانو ّي فقرة تبادل الآ ارء‪ ،‬التي‬
‫الإمب ارطورّية العثمانّية سوقاً كبرى للمنتجات الغربّية‪،‬‬        ‫طبق ْت من خلالها طريقة المناظرة‪ ،‬وتبّينت أن اختلاف‬
‫مع محاربتها تطّور الصناعة العربّية المحلّية‪ ،‬وعّدت‬             ‫وجهات النظر يكون بسبب اختلاف الحجج المستخدمة‪،‬‬
‫الامتيا ازت بمثابة حقوق مكتسبة لها ولرعاياها‪ ،‬فهذه‬
                                                                                         ‫ومدى دقتها ومصداقيتها‪.‬‬
‫الاتفاقيات والمعاهدات والامتيا ازت كانت تبدو في‬
                                                               ‫لدينا وجهتي نظر حو َل دوافع الدولة العثمانّية الرئيسة‬
‫ظاهرها ذات طابع تجار ّي إلا أّنها تحمل في طياتها‬               ‫لعقد المعاهدات مع الأوروبيين الذين حصلوا بموجب‬
‫تغلغلاً خفّياً واستثما اًر اقتصادياً وتمهيداً للاستق ارر‬
‫النهائ ّي للدول الأجنبّية‪ ،‬يقول المؤرخ فاندال‪« :‬إن‬                ‫هذه المعاهدات على امتيا ازت اقتصادّية كثيرة هما‪:‬‬
‫متاجر الليفانت القائمة في بلاد الشام التي لا تمتلك‬                                        ‫وجه ُة النظِر الأولى‪:‬‬

‫فيها فرنسا ولا إصبعاً واحداً من الأرض كانت تحمل‬                ‫أ اردت الدولة العثمانّية من الامتيا ازت أ ْن تجعلها‬

 ‫إلينا أرباحاً مادّية ونقدّية أكثر م ّما تحمله المستعم ارت‬     ‫وسيلةً لتمزيق وحدة ال ّصف الأوروب ّي‪ ،‬وذلك بعقد‬
        ‫الحقيقّية وأكثر من جزرنا في أمريكا والهند»‪.‬‬            ‫معاهدات مع طرف أوروب ّي دون غيره مما يشعل نار‬
                                                               ‫التنافس بين هذه الدول والتسابق لتقديم التنا لزات في‬
 ‫د‪ .‬ليلى الصباغ‪ ،‬الجاليات الأوروبية في بلاد الشام‬
        ‫في العهد العثمان ّي‪ ،‬ج‪1989 ،1‬م‪ ،‬ص‪.10‬‬                   ‫سبيل الحصول عليها إضافة لرغبة الدولة العثمانّية‬
                                                               ‫في إنعاش اقتصادها‪ ،‬لتلبية احتياجات السكان‪،‬‬
 ‫نادية مصطفى‪ ،‬التاريخ والعلاقات الدولية‪ ،‬ج‪،1‬‬
                                        ‫ص‪.411‬‬                  ‫والحصول على الموارد اللازمة لتغطية متطلّبات‬

                                        ‫أبدأ المناظرة‪:‬‬         ‫الحروب المستمّرة على أكثر من جبهة‪ ،‬فأّدى توافد‬
                      ‫‪ -1‬يق ّسُم ال ّص ُّف إلى مجموعتين‪.‬‬       ‫الأوروبيين إلى بلاد ال ّشام لازدهار صناعة النسيج‬
‫‪ -2‬تبح ُث ك ُّل مجموع ٍة عن الحج ِج والب ارهين المنطقّي ِة‬     ‫القطن ّي والحرير ّي‪ ،‬التي كانت تُصّدر إلى فرنسا‬
            ‫التي تستنُد عليها لإثبا ِت الفكرة التي تؤّيدها‪.‬‬    ‫إو�نكلت ار‪ ،‬وقد كانت الامتيا ازت عام َل تفاع ٍل حضار ّي‪،‬‬
‫‪ -3‬تثب ُت ك ُّل مجموع ٍة الأس َس التي اعتمَدت عليها لإقنا ِع‬   ‫أثارت في الغرب اهتمامات أدبّية وفكرّية وعلمّية‬

                                       ‫الطر ِف الآخر‪.‬‬                                                   ‫جديدة‪.‬‬
‫‪ -4‬تدعُم ك ُّل مجموع ٍة فكرتَها بتفاصي َل وأمثل ٍة من الن ِّص‬
                                                               ‫د‪ .‬ليلى الصباغ‪ ،‬الجاليات الأوروبّية في بلاد الشام‬
                                      ‫ومصادِر التعلّم‪.‬‬         ‫في العهد العثمان ّي‪ ،‬ج‪1989 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.12-11‬‬
          ‫‪ -5‬تذ ّكروا‪ :‬استخدام آداب الحوار في النقاش‪.‬‬          ‫ارئد الدوري‪ ،‬مجلة الد ارسات التاريخّية والحضارّية‪،‬‬

                                                                            ‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،13‬عام ‪2012‬م‪.‬‬

                                                          ‫‪25‬‬
   26   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36