Page 16 - المُعالج
P. 16
ال ُمعالج
المادة تعتمد على تركيبة عشبية ،تتضمن كافة الطبائع الأربعة :النار ،الماء ،والتراب ،الهواء
فيأخذ الساحر مثًلا من ملابس الشخص المراد سحره ،بشرط أن يكون به عرقه أي لم يغسل ،و
يضع فيه عدد من المواد مثل الشمع الأسود المشير إلى النار ،و تراب المقابر القديمة و المشير إلى
التراب ،و ماء نجس بإشارة إلى الماء ،و ريشة غراب أو حمامة سوداء مشير إلى الهواء ،يتبع
الساحر طقوس معينة في التركيب ،فيكون عمله بعد نوم الناس أي في جوف الليل ،و يبخر
ببخورات قوية ،و عفنه الرائحة ،مثل داء بعض الأنواع من الطيور و الزواحف ،و يبدأ في
الهمهمة ،وقراءة أسماء لا علاقة لها بالعزائم المشهورة ،و يطلي العمل بالدم أي ًضا؛ لأن الدماء
تجلب الشياطين ،و يقسم العمل إلى أربع أجزاء ،فيضع جزء منه في أسفل النار أو في فرن
تقليدي دائم الاشتعال ،أو في مكان تصل إليه الحرارة باستمرار ،ويضع الجزء الثاني في الماء
كالبحر ،أو الواد ،أو العين ،أو البئر ويضع الجزء الثالث في جناح حمامة سوداء اللون ،أو
غراب أو بوم أو خفاش كبير ،ويضع الجزء الرابع في قبر منس ي ،أو يدفنه في عتبة المراد سحره
بدون علمه ،أو في طريقه ،وهنا الساحر يعمل على الطبائع الأربعة للمراد سحره؛ فهذا سحر
مركب.
وهناك السحر المأكول و هو خطير؛ حيث يعمد الساحر إلى أي مادة خرجت من جسم المراد
سحره مثل البول ،البراز ،عرق ،دموع ،وسخ ،أظافر ،ويقوم بسحقها جي ًدا وتضاف إلى طعام
المسحور ،و يطعمها للمراد سحره أو يسقيها له عن طريق أحد أصدقائه أو أحد أفراد عائلته له
معه عداوة ،أو هو من يريد عمل السحر للشخص؛ فيكون المشكل بعدها.
سحر الريح الأحمر هو أن يعمد الساحر إلى منجل قديم ،وهو ما يحصد به الزرع قدي ًما ويكتب
عليه اسم الشخص ،واسم والدته ،و بعض الآيات المقلوبة و العياذ بالله ،و يحمي هذا المنجل في
نار مشعولة على مادة خبيثة ،و هو يتمتم عليه ،و يهمهم عند أخر الشهر العربي ،و يأمر
الشياطين بتسبيب المرض الفلاني للشخص المراد سحره؛ فإنه يسحر لا محال.
أشرف مرزوق| 15