Page 95 - لماذا
P. 95

‫لماذا؟‬

‫يدرك نعمة الصحة عندما يعكر المرض صفو حياته‪ ،‬وعندما يدرك الموظف نعمة‬
‫العمل والبركة والرزق عندما تسلب منه فجأة وبدون مبررات‪ ،‬وإما بسبب أننا‬
‫لسنا سعداء بما نقوم به‪ ،‬وهذه الحالة نصل لها عندما نجبر على العمل‪ ،‬نجبر‬
‫على الدراسة‪ ،‬نجبر على خوض أي تجربة في الحياة ونحن غير مستعدين؛ فترانا‬

               ‫حينها نتمرد ونتأفف على ما وصلنا إليه بأيادينا ومحض إرادتنا‪.‬‬
‫لذا ل َم هؤلاء البشر مميزون‪ ،‬راضون بما يقومون به أعمال بشكل مكرر إلى‬

                                                        ‫حد السأم؟‬

‫لأنهم ببساطة يقدرون هذه النعم التي منحنا إياها الله‪ ،‬النعم المادية‬
‫والمعنوية وغير الملموسة‪ ،‬لأنهم دائ ًما سعداء ومستمتعون بما يقومون به‬

                                                    ‫ويقدمونه للناس‪.‬‬

‫ولتعرف ماذا أعني بهذا عزيزي القارئ‪ ،‬أدعوك أن تتجول في يوم ما في حي‬
‫فقير في مدينتك وابدأ بقراءة وجوه الباعة هناك‪ ..‬ستراهم رغم فقر إمكاناتهم‬
‫ومظهر الحياة المتعففة على هيأتهم فإن محياهم يدعو للتفاؤل‪ ..‬سيماهم في‬
‫وجوههم من أثر الرض ى والقبول بقضاء الله وقدره‪ ..‬ليس استسلا ًما ولكن رضا‪..‬‬

            ‫ليس يأ ًسا ولكن تعاي ًشا مع حياة شرسة تأخذ منهم أكثر مما تعطي‪.‬‬

‫تم بحمد الل‬

                                                                                        ‫‪94‬‬
   90   91   92   93   94   95   96   97   98