Page 147 - Neat 444
P. 147

‫على ماء المطر القليل‪ ،‬كما تقوم بع�ض النباتات بخزن الماء في ان�سجة ج�سمها لمقاومة الجفاف �شكل (‪.)5-8‬‬

                                         ‫�أما الحيوانات فتمتلك العديد منها القابلية على مقاومة‬

                                         ‫الجفاف من خلال تكيفات تركيبية وا�ساليب �سلوكية تقوم‬

                                         ‫بها فمثل ًا نجد ان بع�ض الحيوانات مثل الاميبا تحيط‬

                                         ‫نف�سها بغلاف �سميك (تتكي�س) عند تعر�ضها لظروف جفاف‬

                                         ‫مفاجئة وبهذا الا�سلوب ت�ستطيع ان تحتفظ برطوبتها‬

                                         ‫لحين تح�سن الظروف‪ .‬وتحيط الا�سماك الرئوية التي تعي�ش‬

                                         ‫في مياه �ضحلة اج�سامها ب�شرنقة من الطين خلال ف�صل‬

                                         ‫الجفاف لتحمي ج�سمها من الجفاف لحين تح�سن الظروف‪،‬‬

                                         ‫وتكتفي بع�ض الحيوانات بكمية قليلة من الماء مثل‬

‫�شكل (‪ .)5-8‬ال�صبير مثال لنبات �صحراوي‬   ‫الغزلان واخرى تكتفي بما تح�صل عليه من الماء الموجود‬
                            ‫تكيف للجفاف‬     ‫في الغذاء كما هو الحال في ابو بري�ص وعظايا اخرى‪.‬‬

                                         ‫التكيف مع درجات الحرارة‬  ‫ثالث ًا‬

‫تظهر الاحياء العديد من التكيفات التركيبية وال�سلوكية لمواجهة ت أ�ثير التغيرات في درجات الحرارة في‬
‫بيئة الياب�سة والذي يكون بمديات وا�سعة‪ .‬فالنباتات التي تتعر�ض للحرارة ال�شديدة وب�شكل خا�ص خلال ف�صل‬
‫ال�صيف تحاول من خلال العديد من ال�صفات الت�شريحية تقليل فقدان الماء وخف�ض معدلات النتح‪ ،‬حيث تتخذ‬
‫الثغور في �أوراقها مواقع تقلل من عملية النتح فيها‪ ،‬كما تلتف �أوراق بع�ض النباتات مثل الذرة بحيث ت�صبح‬
‫ا�سطوانية وبالتالي تقلل من معدلات النتح‪ ،‬من خلال تقليل الم�ساحة ال�سطحية التي تكون بتما�س مبا�شر مع‬

                                                                            ‫المحيط الخارجي‪.‬‬
‫اما الحيوانات فهي الأخرى تلج�أ �إلى ا�ساليب تقاوم بها ت�أثيرات التغيرات ال�شديدة في درجات الحرارة فمثل ًا‬
‫تلج أ� الزواحف مثل العظايا والافاعي إ�لى ال�سبات خلال ا�شهر ال�شتاء الباردة ثم تعاود ن�شاطها خلال ف�صل‬
‫الربيع‪ .‬وتقوم بع�ض الحيوانات مثل الكلاب بفتح فمها عند ارتفاع درجة الحرارة في محيطها البيئي من �أجل ان‬
‫تفقد جزء من حرارة ج�سمها من خلال عملية تبخر الماء المتر�شح من �شبكة الأوعية الدموية الغزيرة الموجودة‬
‫في الجوف الفمي‪ ،‬يقوم الان�سان بهذه العملية بطريقة تختلف وذلك بعملية التعرق حيث يمتلك غدداً عرقية في‬
‫جلده والتي تكون مفقودة في الكلاب‪ .‬كما تلج أ� بع�ض الحيوانات �إلى الاختباء تحت �سطح الأر�ض في جحور بين‬
‫الاحجار خلال النهار في الف�صول التي ترتفع فيها درجات الحرارة‪ .‬ويقت�صر ن�شاطها على الليل‪ .‬وفي اتجاه �آخر‬
‫تقاوم بع�ض الحيوانات اللبونة التي تعي�ش في المناطق القطبية الباردة درجة الحرارة المنخف�ضة وتقليل درجة‬

                                  ‫‪147‬‬
   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151   152