Page 36 - Neat 444
P. 36

‫الدورات الكيميائية الار�ضية ا ألحيائية‬  ‫‪4-3‬‬

‫تعد حركة العنا�صر الرئي�سة وانتقالها مثل الكاربون والهيدروجين والأوك�سجين والنتروجين والف�سفور‬
‫والكبريت بين المكونات الحية وغير الحية للنظام البيئي من الامور المهمة التي ت�ؤدي �إلى معرفة ذلك‬
‫النظام‪ .‬إ�ذ أ�ن انتقال هذه العنا�صر من حالة لاع�ضوية �إلى حالة ع�ضوية وبالعك�س ي�ؤدي �إلى الاختلاف‬
‫والتباين بين انواع الكائنات الحية واعدادها من منطقة �إلى أ�خرى على وفق �سرعة الانتقال أ�و التحويل‬
‫في هذه العنا�صر‪ ،‬كونها ت�شارك في بنية الخلية الحية ومن ثم بنية الكائن الحي‪ .‬وت�سمى دورة العنا�صر‬
‫المختلفة بين الكائن الحي ومحيطـــه ثم رجوعهــا إ�لى الكائن الحي بدورة العنا�صــر البيوجيوكيميائية‬

                                                             ‫(‪.)Biogeochemical Cycle‬‬
‫ان العلاقة بين الكائن الحي والمحيط الذي يعي�ش فيه مع كائنات حية أ�خرى ومكونات غير �إحيائية هي‬
‫علاقة معقدة جداً‪ ،‬وتفهم هذه العلاقة بين العنا�صرالا�سا�سية جميعها‪ .‬والكائنات الحية هي القاعدة المتينة التي‬

                                           ‫ي�ستند اليها ادراك المفاهيم الا�سا�سية لت�شعبات علم البيئة‪.‬‬
‫ب�شكل عام تو�ضح دورات العنا�صر الان�سياب الدوري لهذه العنا�صر من المحيط اللا�إحيائي �إلى داخل الكائن‬
‫الحي �ضمن الفعاليات الحيوية‪ ،‬وعودتها إ�لى المحيط اللا�إحيائي مرة اخرى عن طريق فعاليات الإحتراق‬

                                                             ‫والأك�سدة والتحلل في هذه الكائنات‪.‬‬
                                                  ‫فيما ي أ�تي ايجاز لبع�ض الدورات في الطبيعة‪:‬‬

‫دورة الماء (‪)Hydrologic Cycle‬‬                ‫‪1‬‬

‫تعتمد �صيغ الحياة كلها على الماء‪� ،‬إذ ي�شكل الماء الن�سبة الاعلى في بنية الكائن الحي وتتراوح هذه الن�سبة‬
‫بين ‪ % 90-60‬من الوزن الطري لمعظم الاحياء ب�صورة عامة ونادراًْ ما تنخف�ض هذه الن�سبة كما هو الحال‬
‫في بذور النباتات الجافة حتى ت�صل �إلى حدود ‪ %10‬من وزنها الطري في حين ترتفع الن�سبة لت�صل إ�لى ما‬

                   ‫يزيد عن ‪ % 90‬كما في كائنات اخرى مثل نبات الخيار والرقي وبع�ض قناديل البحر‪.‬‬
‫ت�شكل مياه البحار والمحيطات �أكثر من ‪ %70‬من الم�ساحة الكلية للكرة الأر�ضية‪ .‬والماء ينتقل بين‬
‫الياب�سة والجو والم�سطحات المائية‪ ،‬وتقوم أ��شعة ال�شم�س التي ت�شكل الم�صدر الحراري الرئي�س في الأر�ض بتبخير‬
‫جزيئات الماء (المياه ال�سطحية والنتح في النباتات) التي تتجمع على هيئة غيوم تنتقل بفعل التيارات الهوائية‬
‫إ�لى مواقع مختلفة‪ ،‬وعندما تبرد الغيوم بفعل طبقات الجو الباردة تتحول إ�لى مياه أ�و ثلوج ت�سقط على �سطح‬
‫ا ألر�ض حيث ت�ستخدم الاحياء بع�ض ًا منها‪ ،‬وبع�ضها يجري على �سطح التربة على هيئة مياه �سطحية كا ألنهار‬
‫وال�سيول‪ ،‬ومن ثم تعود إ�لى البحار والمحيطات‪ .‬والبع�ض ا آلخر من المياه ي�ستقر في ا ألر�ض ب�صورة مياه جوفية‬
‫وهذه ا ألخيرة تعاد �إلى �سطح ا ألر�ض ب�شكل ينابيع �أو با�ستخدام الم�ضخات لا�ستخراجها منها ومن ثم تعود �إلى‬

                                       ‫البحار والمحيطات‪ ،‬وتتكرر هذه الدورة كما في ال�شكل (‪.)7-3‬‬

‫‪36‬‬
   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41