Page 66 - Jj
P. 66
العـدد 35 64
نوفمبر ٢٠٢1
أمبارك أبراهيم القليعي
حياة
أسجد لست بار ًعا في الرسم
وانا ما زلت أتخذ من ُع َق ِل أصابعها مسبحة لكنني شغوف لأن أرسم لوحة تشكيلية
... تباع بعد رحيلي بملايين الدولارات
أظن أن الله أخرجها من ضلعي الشعر لا يباع يا حبيبتي
أسواقه خاملة
لذا استقامت
صوتها خرير ماء ودخانه لا يصل إلي أنوف الأثرياء
موسيقي (بيتهوفن) تملأ أركان اللوحة ...
في اسفلها أحراش تمت ُّد
في لحظة
الفيلة ترتع فيها تسربت إلي داخلي مع أول شهقة صباحية
ترفع خراطيمها في الهواء وتنفش أذنيها
رأيت علي جلدي حدائق تنمو
دلالة على ابتداء موسم الزواج وروائ َح من عطور َتخرج من مسامي
وفي المنتصف آبار تتفجر
كل شيء من حولي يتغير
وبعض زرافات تداعب أعالي الأشجار بفمها الرقيق لون ملابسي من الأسود إلى الأخضر
لفاطمة شفاه تسكر شاربيها والصحراء تلفظ كل نتوءاتها فتستوي
وحمحمة خيل
إذا ما احتدم القتال السماء تمطر بلا غيوم
في المتن نهدان بارزان وأنهار من فرح أبيض يشق روحي
بأهدابي أغطيهما كل نهار وج ُهها في أعلي اللوحة يشرق كشمس شتائية
وفي الليل أفتح لهما الأقفاص كذئاب برية عيناها تتخذ من الخضرة ردا ًء
وعندما أخلد للنوم وفي الجانب المقابل من اللوحة
رسمت كفيها وردتين وشعرها ريش طاووس
أتخذهما مساند للراحة
الأدغال في أسفلها مخيفة حد الهلع ...
ما زالت فاطمة تتخذ من الوجد إل ًها
ومثيرة حد الجنون
من قلبي فر ًشا لمساجدها