Page 265 - Pp
P. 265

‫‪263‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

     ‫تكن «الجبهة» حيث المعارك‬       ‫المنثورة بين أرجاء بعض الأعمال‬      ‫حتى النهاية‪ ،‬والقاص هنا ليس‬
  ‫والصراع‪ ،‬هي المكان الدال على‬         ‫الإبداعية‪ .‬فقد جاءت «الحرب»‬      ‫في حاجة تقريبًا إلى الخيال‪ ،‬لأن‬
   ‫المعاني والدلالات التي يريدها‬      ‫توطئة لمقولات أيديولوجية‪ ،‬كما‬      ‫واقع الحياة في إسرائيل خلال‬
‫الكاتب‪ .‬مرة يشير أحدهم للجبهة‬         ‫لم تبرز الحرب كحدث أساسي‬           ‫السنوات الأخيرة يزوده بمادة‬
   ‫ويتناولها من الخارج‪ ،‬لتبرير‬                                        ‫طازجة ودسمة لقصة هذه الحرب‬
 ‫فكرة «إزاحة العرب عن الأرض‬         ‫وفاعل في أحداث تلك الأعمال‪ ،‬إلا‬      ‫اليومية‪ ،‬ومع أن طبيعة الأمور‬
   ‫وفلسطين»‪ ،‬على الرغم من كل‬         ‫بقدر احتياج المبدع لإبراز رؤيته‬    ‫تقتضي من الأديب ألا يكون في‬
  ‫شيء (أعني الهزيمة العسكرية‬                                          ‫صف العدوان والظلم على حساب‬
                                                      ‫الأيديولوجية‪.‬‬    ‫الشعوب الأخرى وقمع الحريات‬
    ‫للإسرائيليين)‪ ..‬ومرة تجيء‬       ‫‪ -2‬سرعان ما عبر الشعر العبري‬       ‫الإنسانية‪ ،‬إلا أن الأديب العبري‪،‬‬
   ‫الإشارات إلى الحرب والمعارك‬
    ‫للتأكيد على أنه أب ًدا لن تكون‬     ‫عن صدمة معارك أكتوبر ‪،73‬‬           ‫المتشبع بالفكر الصهيوني‪ ،‬لم‬
                                      ‫وهو الشعر دائ ًما يتقدم أشكال‬     ‫يتخذ مثل هذا الموقف‪ ،‬بل حسم‬
     ‫أرض فلسطين ملا ًذا للعرب‬
                  ‫الفلسطينيين‪.‬‬           ‫التعبير‪ ،‬ثم تجيء القليل من‬         ‫أمره في كثير من الأحداث‪،‬‬
                                       ‫القصص القصيرة والروايات‪،‬‬        ‫لصالح تأييد العدوان والاحتلال‬
   ‫‪ -6‬جاءت الأعمال القريبة من‬           ‫حتى أن د‪.‬أشرف الشرقاوي‬           ‫والاستيطان‪ ،‬وأسهم بأناشيده‬
‫الأعمال الذهنية‪ ،‬من خلال البحث‬        ‫في دراسة له‪ ،‬حصرها في ثمان‬
 ‫عن أسئلة الوجود‪ ،‬وهو ما يعبر‬        ‫روايات فقط‪ ،‬وقد تزيد قلي ًل على‬         ‫وكتاباته الحربية وتزييفه‬
                                                                         ‫للحقائق في تكريس الاستيطان‬
   ‫عن حجم الأزمة النفسية التي‬                              ‫كل حال‪.‬‬       ‫والاحتلال‪ .‬والأمر الآخر الذي‬
       ‫تعرضوا لها بعد المعارك‪.‬‬         ‫‪ -3‬لم يظهر العربي‪ ،‬سواء في‬      ‫يسعى الأدب العبري إلى تحقيقه‬
                                                                      ‫هو أن الشخصية اليهودية ستظل‬
  ‫‪ -7‬يعد تعذيب الأسرى العرب‬              ‫الأعمال التي تناولت الجبهة‬   ‫بحاجة إلى الشخصية القوية التي‬
   ‫من المشاهد التي لم تختف في‬           ‫المصرية والسورية في معارك‬         ‫تخزن في داخلها كل مقومات‬
  ‫الروايات العبرية‪ ،‬وفى الأعمال‬       ‫أكتوبر ‪ ،73‬سواء خلفية للحدث‬
    ‫التي تناولت الحرب منذ ‪48‬‬             ‫المروى على لسان الشخصية‬           ‫العنف والقسوة‪ ،‬والتي ترى‬
‫حتى ما بعد ‪ .73‬وقد أقر أحدهم‬         ‫العبرية (في القص)‪ ..‬أو مخاطب‬      ‫فيها الدرع الوحيد الذي تثق فيه‬
 ‫أنه كتبها في روايته من واقع ما‬
  ‫شاهده بعينيه فع ًل وعلى أرض‬              ‫على البعد (كما في الشعر)‪.‬‬     ‫وتثق في قدراته على الدفاع عن‬
                                         ‫‪ -4‬غالبا ما تناولت الأعمال‬    ‫الوجود اليهودي الاستيطاني في‬
                        ‫الواقع‪.‬‬           ‫النثرية موضوع البحث عن‬      ‫كل المراحل»‪( .‬صدرت الرواية عن‬
‫‪ -8‬بدت الأعمال الأدبية قبل ‪73‬‬       ‫الأسباب‪ ،‬أو البحث في حل للأزمة‬    ‫دار بيتان‪ -‬أنظر د‪.‬رشاد الشامي‬
 ‫حريصة على إخفاء العربي‪ ،‬بدت‬          ‫التي فاجأت الجميع‪ ..‬حتى قال‬
                                       ‫أحدهم‪« :‬انتصرنا في ‪ 84‬و‪56‬‬                       ‫«عجز النصر»)‬
  ‫الأعمال بعد ‪ 73‬أشبه بمحاولة‬             ‫و‪ ،67‬ولكن ما حدث في ‪73‬‬
‫لجلد الذات الإسرائيلية‪ ..‬وفي كل‬          ‫يهدد إنجاز ما فات‪ ،‬ويقودنا‬      ‫قراءة عامة لأدب‬
‫الأعمال لم نجد العربي‪ /‬الإنسان‬        ‫إلى مستقبل غامض»‪ .‬تلاحظ أن‬          ‫الحرب العبري‬
 ‫في حالة مواجهة وحوار وتعامل‬        ‫أكثر من رواية تناولت حرب ‪،73‬‬
                                        ‫وكأنها حرب أخرى غير التي‬           ‫‪« -1‬أدب الحرب» هو الأدب‬
    ‫سوي وطبيعي وانساني مع‬           ‫نعرف‪ ،‬وتخيل وصول العرب إلى‬          ‫المعبر عن التجربة الحربية‪ ،‬قبل‬
                       ‫العبري‪.‬‬          ‫تل أبيت والانتقام من سكانها‬      ‫وأثناء وبعد المعارك‪ ،‬وفى إطار‬
                                      ‫من جراء ما اقترفته أياديهم من‬      ‫هذا المعنى يصعب على الباحث‬
 ‫‪ -9‬أدب الحرب العبري يكشف‬             ‫قبل في سكان فلسطين‪ ،‬وجنود‬
 ‫عن فكر وشخصية العبري أكثر‬          ‫الجيوش العربية المحاربة من قبل‪.‬‬         ‫التأكيد بوجود «أدب حرب‬
                                          ‫‪ -5‬عدد من تلك الأعمال لم‬      ‫عبري»‪ ،‬اللهم من بعض المشاهد‬
           ‫من شخصية العربي‬
   260   261   262   263   264   265   266   267   268   269   270