Page 128 - موانئ حضرموت (ميناء سمهرم)_Neat.
P. 128

‫موانئ حضرموت ‪...‬‬

‫المنحـدر الطبيعـي جـزء من دفاعات المدينة إلى جانب سـور المدينة الذي يبلغ‬
‫سـمكه ‪ 1,80‬م‪ ،‬وجـدران داخليـة للدفـاع عـن المدينـة تصـل سـماكتها إلـى ‪،3‬‬

                  ‫‪30‬م‪ ،‬وارتفاعها يصل إلى ‪7‬م‪ ،‬إلى جانب الأبراج العالية‪.‬‬

‫مسـاحة مدينـة سـمهرم الكليـة تقـدر بحوالـي ‪8560‬كـم ‪ ،2‬بينمـا المسـاحة‬
‫داخل الجدران ‪6970‬كم ‪ ،2‬وأفادت الحفريات بمعلومات عن هياكل المدينة‬
‫والتوزيـع الوظيفـي علـى مختلـف المناطـق‪ ،‬وأصبـح أكثـر وضوحـا الأنشـطة‬
‫المختلفة للمدينة‪ ،‬وظهر بناء المدينة في المنطقة السـكنية (‪ )Area B‬بالقرب من‬

                    ‫مدخل المدينة (‪.)Avanzini:2008، P.609 - 610.‬‬

‫لسـوء الحظ تم تنفيذ حفريات موقع سـمهرم بأسـلوب مغاير لمعايير العمل‬
‫الأثري‪ ،‬إذ إن هذه الحفريات أتبعت ما يشبه منهج وأساليب الحفريات المألوفة‬
‫في الخمسـينات الأمر الذي أدى إلى تحجيم المعلومات الخاصة بطبيعة سـكن‬
‫هذا الموقع وسكانه (زارنس‪2001:‬م‪ ،‬ص‪ ،)130‬إلا أن المباني داخل الجدران‬
‫المحصنة قد احتوت عدد السكان المقيمين الدائمين‪ ،‬وكذا استيعاب التجار أو‬
‫السكان من القرى في أيام الاعياد الدينية‪ ،‬أو أيام التسوق‪ ،‬أو في الحرب‪ .‬وهكذا‬
‫فـأن معظـم سـكان سـمهرم من مسـؤولي الدولـة‪ ،‬والمشـرفين على التجـارة‪ ،‬أو‬
‫وزراء ورجـال ديـن وقـادة عسـكريين‪ ،‬ولا يسـتبعد أن يكون هناك مـن الحرفيين‬
‫والنسـاء والأطفـال‪ ،‬وتبيـن الآثار بأنه لم يشـارك كل سـكان سـمهرم في التجارة‪،‬‬
‫وهناك آثار كثيره لمهن أخرى في سـمهرم‪،.)Avanzini:2008،) P.613، 615‬‬
‫وبذلك كانت تقطن سمهرم فسيفساء مركبة من المجموعات البشرية بتنظيماتها‬
‫الاجتماعيـة والسياسـية المختلفـة تما ًمـا‪ ،‬وكـذا اسرتاتيجيتها الاقتصاديـة التـي‬
‫تضمنت صيرورتها‪ .‬ويكاد أن ينحصر السـكان في طرفين هما الشـعوب الأهلية‪،‬‬
‫والمجموعـات الحضرميـة (أفانزيني‪2002 :‬م‪ ،‬ص‪ .)13‬وهذا ما تذكره نقوش‬

                                                                         ‫‪126‬‬
   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133