Page 52 - 1469_Neat
P. 52

‫يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم‪ ،‬والذين لا يؤمنون بالله ولا بآياته‪.‬‬

    ‫ولاب َّد أن نعل َم أن الكاذ َب سيفق ُد ح َّب الناس واحترا َمهم ولن يث َق‬
    ‫به أح ٌد وسيبتع ُد الجمي ُع منه‪ ،‬ولقد ح ًّذ َرنا القرآ ُن الكريم من عواقبه‬
    ‫الوخيمة في الدنيا والآخرة‪ ،‬فهو في الدنيا يفقد ثق َة الناس فلا يثقون‬
    ‫بوعود الكاذب ولا يص ّدقون أقوا َله‪ .‬وفي الآخرة سيعاق ُب الل ُه تعالى‬

             ‫الكاذ َب فيسو ّد وجهه‪ ،‬ويكون جزا ُؤه النار وبئس المصير‪.‬‬
   ‫لذا وج َب علينا عد ُم الكذب في أي حال من الأحوال ومن أعظم الكذب‬
   ‫أن ُتقس َم بالله وانت كاذب ًا فال َق َس ُم أم ٌر عظيم لايج ُب القيا ُم به الا لضرورة‬
   ‫كبيرة‪ ،‬ومن ُيقس ُم وهو كاذب ًا يكون قد تح ّدى الل َه وسينا ُل أش ّد عقاب‬

                                                        ‫وأعظمه‪.‬‬

   ‫فالمؤم ُن لايكذ ُب في أقواله ولا في أفعاله حتى لو كان في المزاح‪ ،‬وفي‬
   ‫الكذب هلا ُك الإنسان‪ُ ،‬يحكى أ ّن ولد ًا كذوب ًا كان يسب ُح في نه ٍر فأرا َد‬
   ‫أن يسخ َر بأصدقائه ويضحك منهم‪ ،‬فأ َخ َذ يتنف ُس في الماء كالغريق‬
   ‫ويصر ُخ أنقذوني أنقذوني‪ ،‬فرمى بع ُض الناس بأنفسهم في النهر لينقذوه‬
   ‫وسبحوا باتجاهه لينقذوه‪ ،‬فلما وصلوا إليه ضح َك منهم ضحك ًا عالي ًا‬

                                ‫فرج َع النا ُس وعلموا أ ّن الول َد كاذب‪.‬‬
   ‫وفي يو ٍم من الأيام ذه َب الول ُد للسباحة كعاد ِته وفي أثنا ِء ذلك تع َب‬
   ‫الول ُد الكـذو ُب عندما كـان يسبـ ُح في النهر ولم َيعد قادر ًا على السباحة‬

‫‪49‬‬
   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57