Page 97 - 1469_Neat
P. 97
هدى :لحظة أمي ،وبعد لحظة فتحت هدى البا َب وهي تختب ُئ خلفه ،وتض ُع
قميص ًا على قدميها.
الأم :مابك عزيزتي ؟ ولماذا ُتغ ّطي َن الثوب ؟
هدى :بخجل ،أمي لا أري ُد هذا الثوب ،فأكما ُمه قصير ٌة وكذلك طو ُله.
الأ ُّم وهي تضحك :حبيبتي الغالية ،ما أرو َعك فم َع أ َّنك مازلت صغيرة
لك ّنك تزدادي َن جمال ًا وعقل ًا وع ّفة بهذا الحياء ولم تبلغي س َّن التكليف.
هدى :أصب َح عمري ثماني سنوات ،لقد كبرت.لكن مامعنى س ّن التكليف
أمي ؟
الأم :هي الس ُّن التي يكو ُن فيها الإنسا ُن مك ّلفا بأداء العبادات ويحا َسب
على تركها ،والفتا ُة تبل ُغ س َّن التكليف عند إكمال التاسعة.
معكم. بق َي عا ٌم واح ٌد لأصو َم لله، هدى :الحم ُد
تمل ُأ والفرحة جبينها، قبل ًة على ابنت َها هدى وطبعت الأ ُّم ثم احتضنت
قل َبها ثم قالت :سأخر ُج الآن ضعي الثو َب في الكيس واجلبيه.
قال الأ ُب متسائل ًا :أ َلم ُيعجبها الثوب ؟
الأم وهي تبتسم :ستأتي هي وتخبرك.
جاءت هدى وهي تحمل الثوب بحياء وقد تو ّردت وجنتاها خجل ًا مما جع َلها
تبدو أجمل ،ثم قالت ...أبي :هل يمكن أن ُتغ ّي َر الثو َب لي بآخر؟
الأب :سأغ ّي ُر القيا َس وأجل ُب ل ِك قياس ًا أكبر إن كا َن قيا ُسه صغير ًا.
هدى :كلا لا أريده فهو لاينف ُع يا أبي فحتى لو جئ َت بقيا ٍس أكبر سيبقى
قصير ًا وكذلك أكمامه.
الأب :وهو يضح ُك بصوت عال والفرحة تمل ُأ قل َبه ،ما أرو َعك حبيبتي
وابنتي الغالية والمؤدبة الجميلة ،أعتذ ُر أن جلب ُت ثوب ًا قصير ًا فلم أنتبه وذلك
لأني أراك بعيني صغير ًة ولم تبلغي س َّن التكليف ،غد ًا سأخ ُذك لتشتري
الثو َب المناس َب لك ،وإنني أحم ُد الله وأشك ُره أن من َحني فتا ًة خجول ًة مؤدب ًة
مع صغر س ّنها.
94