Page 4 - CFPA BATNA 3
P. 4
ﻛـــﻠﻤﺔ اﻟﺴـــﻴﺪة اﳌـــــﺪﻳﺮة
ﺗﺸﺘﺮك اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ واﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ وﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻮاردﻫﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ اﻟﻬﻴﺎﻛﻞ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ وﻣﺨﺘﻠﻒ اﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ
ﺿﻤﺎن اﻛﺘﺸﺎب اﳌﻌﺎرف واﳌﻬﺎرات ﻷﻛﺒﺮ ﻋﺪد ﳑﻜﻦ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ادراﻛﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺪوره اﻟﺮﻳﺎدي ﻓﻲ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،وﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ ﻓﺎن ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ
ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﳌﻬﻨﻴﲔ ﺗﻘﺎس ﲟﺴﺘﻮى ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺰوﻳﺪ ﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺄﻳﺪي ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻣﺆﻫﻠﺔ وﻣﺘﺨﺼﺼﺔ وﻓﻖ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻋﻠﻴﻪ ﺗﺒﺮز
أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﻫﺬه اﻷﻳﺪي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻮﻟﻮج اﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺸﻐﻞ،وﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ اﺛﻨﺎن ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﳌﻬﻨﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﻫﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﻻﻋﺪاد رأس اﳌﺎل
اﻟﺒﺸﺮي وﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎراﺗﻪ ،ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺰاﻳﺪت ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة اﻻﻫﺘﻤﺎم ﲟﻨﻈﻮﻣﺔ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻜﻮﻳﻦ
اﳌﻬﻨﻲ،وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎذا ﻛﺎن ﻟﻠﺘﻜﻮﻳﻦ اﳌﻬﻨﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﻬﻴﺌﺔ واﻋﺪاد اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﻋﻤﺎﻻ ﻧﺼﻒ ﻣﺎﻫﺮﻳﻦ ﻛﺎن ﻟﺰاﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪة
اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻣﻬﻨﺔ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ واﻟﺘﻜﻴﻴﻒ واﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻌﻬﺎ وﻣﻊ ﻣﺴﺘﺠﺪات اﻟﻌﺼﺮ ،وﻋﻠﻴﻪ ﺗﺒﺮز أﻫﻤﻴﺔ وﺟﻮد ﺟﻬﺎز اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ
اﳌﻬﻨﻲ،ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ أﺣﺪ اﶈﺎور اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ،واﻟﺪﻋﺎﺋﻢ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻔﺮد ﻋﻠﻰ أن ﻳﺨﺘﺎر ﺑﻨﻔﺴﻪ وﲢﺖ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻣﻬﻨﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ
اﺳﺘﻌﺪاداﺗﻪ وﻗﺪراﺗﻪ وﻣﻴﻮﻟﻪ،ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻳﻜﻔﻞ ﻟﻪ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺘﻪ واﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ ﻫﺬه اﳌﻬﻨﺔ وﻋﻦ ذاﺗﻪ وﲢﻘﻴﻖ اﳌﻨﻔﻌﺔ ﻟﺬاﺗﻪ وﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ وﻗﺖ واﺣﺪ.
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎن ﻟﻠﺘﻮﺟﻴﻪ اﳌﻬﻨﻲ وﻇﻴﻔﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻫﺎدﻓﺔ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﻮاﻗﻒ واﲡﺎﻫﺎت اﻟﻔﺮد وﺑﻨﺎء ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ اﳌﻬﻨﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻠﺰم ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﳌﻬﻨﻲ ان
ﻳﻮاﻛﺐ اﻟﺘﻄﻮر واﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺴﻮق،ﺑﺎﻗﺤﺎم ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺿﻤﻦ اﻷﻫﺪاف اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع ﻟﺒﻠﻮغ ﻏﺎﻳﺘﻪ اﳌﻨﺸﻮدة ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻓﺮد اﻳﺠﺎﺑﻲ وﻣﻨﺪﻣﺞ ﻓﻲ
ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ وﻓﻖ ﻗﻮاﻧﻴﻨﻪ وﻗﻴﻤﻪ ،واﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﳌﻬﻨﻲ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻓﺼﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﻜﻮﻳﻦ اﳌﻬﻨﻲ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺟﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﻮأ ﻣﻨﻪ،ﺑﻞ ﻳﻌﺘﺒﺮ أﺣﺪ أرﻛﺎﻧﻪ
اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺬي ﺑﻮاﺳﻄﺘﻪ ﻳﺘﻢ اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﺧﺘﻴﺎر واﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ اﳌﻬﻨﻲ وﺣﺘﻰ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.