Page 128 - merit el-thaqafia 38 feb 2022
P. 128
العـدد 38 126
فبراير ٢٠٢2
جمال عمر
جامعاتنا« الحديثة»..
وأزمة تجديد الخطاب الديني
بل وجافة ،استطاع ويستطيع والاختلاف الوحيد هو «حداثة» -1-
خطاب التقليد أن ُيهمشها، وسائل وأدوات وساحات
مر ألف وأربعمائة عام هجري
ويحتويها .فما هي أزمة خطاب الصراعات بل الخناقات .وبعد
أو خطابات التجديد الديني عند ما يزيد عن قرنين تقريبًا من على مقتل الإمام علي بن أبي
المسلمين؟ وبالتحديد :لماذا فشلت محاولات التجديد الديني بأشكاله طالب ( 23 /599قبل الهجرة-
ومراحله التقليدية في القرن الثامن
جامعتنا «الحديثة» في تحويل 40 /661هجري) .ومن ينظر
الدين كموضوع للفهم والدرس عشر ،أو في أشكاله الناتجة إلى ساحات صراعات المسلمين
العلمي ،يتجاوز هذه الصراعات عن تحديات غزوات الحداثة الآن ،يتصور أن هذه القرون لم
والسجالات بين فرق ومذاهب الغربية العسكرية ،أو تحدياتها تغير شيئًا تقريبًا ،وكأن الزمن
الاجتماعية والثقافية والسياسية، لا يتحرك ،أو بتعبير أدق ،وكأن
المسلمين؟ خلال القرن ونصف الماضيين .بل
كانت حركات التجديد في القرن وبعد ما يزيد عن قرن تقريبًا من زمن وعي المسلمين بالتاريخ
تعليم وجامعات «مدنية» «حديثة» وفي التاريخ ووقائعه لم تتحرك،
الثامن عشر ،هي رد فعل على في بلاد المسلمين ،ما زالت ثمار فيتصارع المتصارعون على نفس
التغيرات التي شهدتها مجتمعات هذا التجديد ضعيفة وجزئية، المسائل وتقريبًا نفس القضايا،
المسلمين من ضعف وتفكك بل وبنفس الحجج الماضية.
اجتماعي في القرون السابقة،