Page 64 - merit el-thaqafia 38 feb 2022
P. 64

‫العـدد ‪38‬‬                           ‫‪62‬‬

                                                              ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

‫حسونة فتحي‬

‫دروب‬

                 ‫ممثِّل ًة في فيلم‪« :‬امرأ ٌة لطيفة»‬           ‫في طريق المستقبل سأسلك در َب أمي‬
                  ‫فحلُم ُت بالذهاب إلى أوروبا‪.‬‬                                      ‫أُهاد ُن الأيا َم‪،‬‬

       ‫ك ُبر ُت؛ تمنيت أن تعشقني سمرا ُء ناعمة‬                       ‫وأُوزع الحب بمقادير مختلفة‪،‬‬
                             ‫فاش َتهاني رجل‬                    ‫وعليَّ أن أسلك درو ًبا لم يسلكها أبي‬

                          ‫قلت‪ :‬لن أطأ رج ًل؛‬                                   ‫أجرب كل الخمور؛‬
                       ‫أشفقت عليه حين بكى‬                                ‫أطارد النساء بلا تحفظ‪..‬‬

                                  ‫وان َص َر َف‪،‬‬          ‫لك َّن أو َل كأ ٍس شرب ُت ُه‪ ،‬كان خم ًرا مغشو ًشا‬
          ‫قال آخر‪ :‬أنا موجب؛ فحطم ُت أسنانه‬                                          ‫فكا َد يقتلني‬

                                ‫وبعد شهور‬                        ‫وأو َل امرأ ٍة أعجبتني كانت أجنبي ًة‬
                       ‫صر ُت ملاك ًما محتر ًفا‬

                             ‫ك ُبر ُت؛‬
                  ‫وقرب شاطئ بعيد‬
                  ‫جاءتني أوروبا بكل ما فيها‬
‫وكرياض ٍّي ممشوق القوام اشتهتني الأوروبيات‬

                     ‫لم أستجب لواحدة منهن‬
        ‫فقد قرأ ُت إنهن لا يستخدمن الشاطف‪.‬‬

                           ‫لكن أبي فعل هذا؛‬
    ‫أتق َن اللكم دون مد ِّر ٍب وه َّشم أسنا ًنا كثير ًة‬

         ‫فأحبه الرجال‪ ،‬وعشقته نسو ُة المدينة‬

‫ك ُبر ُت؛ واختطفتني امرأة بيضاء القلب والبشرة‬
                       ‫واحتلني أولا ٌد وأحفا ٌد‬
                      ‫وها أنا ذا أُناهز الستين‬

                     ‫دون أن أكمل أي َة مسيرة‬
                              ‫ودون أن أفعل‬
                             ‫ما لم يفعله أبي‪.‬‬
   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69