Page 191 - merit el thaqafya 38 feb 2022
P. 191

‫الملف الثقـافي ‪1 8 9‬‬

‫موتسارت‬  ‫كارل همبل‬          ‫كارل بوبر‬                              ‫البساطة ‪Simplicity‬‬
                                                               ‫بوصفها خاصية أساسية‬
‫«مانکس» (وهو نوع من‬              ‫بالإضافة إلى التناقض‬
‫القطط ليس له ذيول) فإننا‬     ‫الواضح الكامن في النظرية‬              ‫من خصائص النظرية‬
                             ‫القديمة‪ ،‬والذي لم نستطع‬        ‫العلمية‪ ،‬فهي تسعى دائ ًما إلى‬
  ‫نضطر إلى وضع قضية‬
   ‫أكثر تركيبًا مثل قولنا‪:‬‬     ‫التخلص منه بكل الطرق‬                           ‫التبسيط‪.‬‬
  ‫«كل القطط لها ذيول ما‬     ‫الممكنة‪ ،‬وتعزى قوة النظرية‬           ‫ليس المقصود بالبساطة‬
    ‫عدا قطط مانكس»(‪.)48‬‬     ‫الجديدة إلى البساطة والدقة‬
    ‫أما «هنري بوانكاريه»‬    ‫التي حلت بها من المشكلات‬               ‫سهولة الفهم بالنسبة‬
   ‫فيؤكد أن مبدأ الاختيار‬                                        ‫للنظريات العلمية‪ ،‬ولكن‬
 ‫بين النظريات هو اختيار‬           ‫مع استخدام فروض‬           ‫تحديدها بأقل عدد ممكن من‬
                                     ‫منطقية قليلة»(‪.)47‬‬     ‫متضمناتها(‪ .)45‬أي أن سهولة‬
      ‫أبسط الاصطلاحات‬                                         ‫الفهم يعد أم ًرا ذاتيًّا يختلف‬
    ‫الممكنة‪ ،‬ولقد ميز بين‬         ‫يذهب «رسل» إلى أن‬            ‫من شخص إلى آخر‪ ،‬ومن‬
  ‫الواقع المفرط في التعقيد‬     ‫على العالم أن يقبل أبسط‬       ‫ثم‪ ،‬فلا يعد معنًى للبساطة‪،‬‬
 ‫من جهة‪ ،‬وبين النظريات‬          ‫القضايا على أنها قضية‬            ‫وإنما تتمثل البساطة في‬
     ‫العلمية البسيطة التي‬   ‫علمية‪ ،‬ولا يقبل قضية أكثر‬           ‫أن تتضمن النظرية عد ًدا‬
  ‫تفرضها عقولنا عليه من‬      ‫تركيبًا إلا إذا ظهرت وقائع‬      ‫قلي ًل من التصورات العلمية‬
   ‫الجهة الأخرى‪ ،‬فليست‬      ‫جديدة تشير إلى عدم كفاية‬            ‫والبديهيات ترد إليها كل‬
 ‫الطبيعة هي البسيطة(**)‪،‬‬     ‫القضية البسيطة‪ ،‬ويضرب‬                ‫التصورات والبديهيات‬
‫بل نظرياتنا التي تفرضها‬                                          ‫الأخرى‪ ،‬وأن تكون هذه‬
  ‫عليها هي البسيطة‪ ،‬وقد‬           ‫مثا ًل على ذلك بقوله‪:‬‬           ‫التصورات والبديهيات‬
     ‫وصف» بوانكاریه»‬          ‫«إننا لم نر ق ًّطا بلا ذيل»‪،‬‬
‫نظرية «نيوتن» بالسهولة‪،‬‬        ‫فإن أبسط القضايا التي‬              ‫مترابطة يتولد بعضها‬
                            ‫نضعها هي‪« ،‬كل القطط لها‬              ‫عن بعض‪ ،‬وأن تتضمن‬
                             ‫ذيول»‪ ،‬لكننا إذا رأينا قطط‬         ‫النظرية أي ًضا عد ًدا قلي ًل‬
                                                             ‫من الفروض والقوانين ترد‬
                                                             ‫إليها كل الفروض والقوانين‬
                                                            ‫الأخرى‪ ،‬ولا بد أن تكون هذه‬
                                                                ‫الفروض مترابطة ويتولد‬
                                                              ‫بعضها عن بعض أي ًضا(‪.)46‬‬
                                                               ‫على الرغم من أهمية سمة‬
                                                            ‫البساطة بوصفها خاصية من‬
                                                             ‫خصائص النظريات العلمية‪،‬‬
                                                                 ‫إلا أن العلماء اختلفوا في‬
                                                               ‫مفاهيمهم منها‪ ،‬ولنر الآن‬
                                                                 ‫نماذج هذه المفاهيم‪ ،‬فقد‬
                                                            ‫ذهب «أينشتين» في نص مهم‬
                                                             ‫يعلق فيه على نظرية النسبية‬
                                                               ‫إلى تأكيد الرأي التالي‪« :‬إن‬
                                                                 ‫الضرورة هي التي أدت‬
                                                               ‫إلى نشوء نظرية النسبية‪،‬‬
   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196