Page 93 - merit el thaqafya 38 feb 2022
P. 93
91 إبداع ومبدعون
قصــة
وأنت رفضت أن تكون المخبر عميل الأمن ،وكامل
انكشفت أوراقه أمام عينيك ،وقال لك الرفيق عبد
الله هلال عضو قيادة الحزب الشيوعي المصرى
وصاحب الثقل النضالي في الأوساط اليسارية:
-أخوك كامل ده عيل انتهازى طول عمره ،وأنا
هاقول لك تاريخه كله ،عيل أصفر تربية شعراوي
جمعة وزير الداخلية في عهد عبد الناصر ،وبتوع
المباحث همه اللي فتحوا له سكة اليسار ،اختراق
يعني ،وآدي الأيام أثبتت إنه انتهازى ،ولا عمره
كان مناضل حقيقي.
-3
-أنت غبي.
نعم ،أنت غبي ،والدليل موجود في حياتك نفسها،
هل تذكر اليوم الذي كان فيه أخواك كامل وعاطف
يتحاوران في الأوضة الغربية في بيتكم العائلي في
البلد؟
فجأة -يومها -قلت كلمة اعتبرها كامل دع ًما لرأيه،
فقام وأخرج من جيب قميصه قر ًشا وأعطاه لك
وقال باس ًما:
-شاطر ج ًّدا ،روح اشتري حلاوة وهيص.
واعتدت الفلوس من كامل ،كلما جاء زائ ًرا
العائلة ،نظرت إليه نظرة سؤال ،يخرج بعدها
الجنيه ويعطيه لك ،واعتدت هذا الأمر ،
لأن والدك -فقير -يعمل في الأرض لتأكلوا -أنت
وإخوتك -وتتعلموا في المدارس ،وكان والدك يوفر
الضروريات في البيت مثل الدقيق والسكر والشاي
والسمن ،ويرى اللقمة أهم من الترف ،ومصروف
الأطفال ترف ،والعيل يتراضى بأي حاجة ،ثم
حصلت على شهادة دبلوم الصنايع ،وقدم كامل
العرض الذي أسال لعابك:
-هنعينك في شركة مصر للأسمدة ،وتبقي معانا.
وكلمة «معانا» تحولت إلى تبعية مطلقة ،هو الذي
يقضي ويحكم وأنت تنفذ ،سيطرعليك سيطرة تامة،
باسم «روح الرفاق» ،وأصبحت عض ًوا في الحزب
الشيوعي معه ،وعشت سنوات تعتبره صاحب
فضل وتدين له بالولاء القلبي والعقلي ،حتي جاء
اليوم الذي لقيت فيه عبد الله هلال -الرفيق القيادي