Page 178 - Demo
P. 178

اهتم السلطان زنكي بمدينة الصالحية الجديدة وراحة سكانها  نه كان ع  قناعة بان رخاء عيشهم سيسهم   ازدهار مدينتهم, وان غناهم سيسهم   زيادة موارد الزكاة. وذلك ضمن خطة إعداده كل ما يلزم
لتحرير ب د الشام من ا حت ل الفرنجي الصليبي. ما ان استقر هؤ ء   دمشق حتى بدأوا بتأسيس مدارس الفقه وتخصيص بعضها للنساء، يقول الشيخ ع  الطنطاوي   الجزء السابع من ذكرياته انه تتبع اخبار ا ة آل قدامة الذين انشأوا الصالحية فأح  اسماء نحو 100 عالم، ووجد من نسائها العا ات بضعا وع ين كلهن كانت تعد اذا عد مشايخ البلد. هجرة هؤ ء منتصف القرن الثاني ع  ا ي دي، من ُجماعيل (كما ذكرها ياقوت الحموي وقال ان معناها ع  ا له)، او جماع  (كما ذكرها مصطفى مراد الدباغ اي تجمع جماعي العلم)، لم تكن هجرة لدنيا يصيبونها، او تجارة يريدون انشائها، لقد كانت هربا من الفرنجة الذين ارادوا الفتك بهم، ورغبة   تدريس الدين وا شاركة   الجهاد لتحرير بيت ا قدس، خاصة وان نور الدين زنكي قد وضع نصب عينيه قتال الفرنجة منذ بداية است مه  مارة حلب، وكان هدفه تحرير القدس، حتى أنه أمر ببناء من  ليضعه   ا سجد ا ق  بعد أن يقوم بفتح ا دينة وقد صنع هذا ا ن    دمشق بواسطة امهر الحرفي  من دمشق وحلب. ونُقل بالفعل إ  القدس بعد فتحها ع  يد ص ح الدين ا يوبي ودعي هذا ا ن  فيما بعد بمن  ص ح الدين. عاش هؤ ء واو دهم حياة الزهد والتصوف وشاركوا   حروب زنكي وص ح الدين، واقاموا حيا دمشقيا جمي ، ما زالت ارواحهم الصوفية تحلق   زواياه وآثاره، لتلهم الشعراء والفنان . ودمشق التي اكرمت هؤ ء واستقبلتهم خ  استقبال، حفظت جميلهم
177


































































































   176   177   178   179   180