Page 186 - Demo
P. 186

ع  سامعيه، فله من وقاره، وج ل مظهره، وب غته، وعلمه الديني الواسع، وقدرته ع  تخ  ا لفاظ وا يات القرآنية وا حاديث النبوية اك  مع  ع  اجتذاب القلوب اليه، وتصديق ما يقول، وا عتبار بما
يجري ع  لسانه من عظات وع . واحسب انه العالم الديني الوحيد   الب د، الذي كان اذا صعد ا ن  وخطب با سلم    ايام الجمعة، يغرس   قلوب سامعيه حب الوطن، وا يمان بالحق والجهاد   سبيل الله. فقد كانت خطبه كلها مزيجا من الدعوة ال يحة ا  ا نتفاض ع  الظلم، والتفاني   التضحية، والتدليل ع  ان ا سلم غ  مكلف بالخضوع لسلطان غ  مسلم او اجنبي عن امته، وكان يردد دائما ا ية ال يفة: «يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله والرسول واو  ا مر منكم» وي ح معنى «او  ا مر منكم»  حا وافيا. وما اظن اني سمعت له خطبة لم يذكر فيها ا ية ال يفة «و  تحسبن الذين قتلوا   سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون». وما ان  ما حييت مقابلتي له   حيفا يوم علق شهداؤنا الث ثة ع  اعواد ا شانق   عكا   17 حزيران 1930 فقد رأيته متجهم الوجه يغالب الدمع ويجالد، و  عينيه بريق رهيب واوصاله ترتجف غضبا، وهو   يكاد يعي ما حوله ورأيته ي ع الخطى ا  ا سجد فيعتصم به فتبعته، وهناك القى خطبة نارية ع  من حوله، ليس ا ن مجال للتحدث عنها. ورآني بعد اسبوع العب النرد   جمعية الشبان ا سلم  وسمعني اسخر بقروي جاء ليتداوى   عيادة الجمعية ا س مية اذ اشكل عليه التفريق ب  ا سم  لتقاربهما فانتهرني واخذ بيد القروي ا  العيادة ولم ي كه حتى اش ى له الع ج!
185


































































































   184   185   186   187   188