Page 414 - Demo
P. 414

  دمشق ينام غزال إ  جانب إمرأة    ير الندى فتخلع فستانها وتغطي به بردى قبل ايام ن  سيد محمود اربعة مقا ت كتبها محمود درويش   اوائل السبعينيات، ولكنه اهمل وضعها   نثرياته،   واحد من هذه ا قا ت يظهر بوضوح ان صورة بردى كنهر لم تكن بحجم توقعات محمود درويش ا بنية ع  قصائد لشعراء سبقوه ا  هذا النهر الذي استمد اسمه من الجنة (برادايس)، ولكنه ظل يحبه وبواقعية اجمل:
  أعرف دمشق. ولكننىرأيُتبردى...سألُتعنها ارة،وسألتعنهعيني،ثمدّلوني عليه. ولكنني لم أجده   دمشق,  ن ا غاني ب ّددت بردى.  اذاتحّولعشاقناإ أساط ؟ اذانقولإنجسمالحبيبةغزال ووجهها قمر؟  اذا نحتقر الجلد واللحم والعظم والدم؟ إذًا،  اذا ننفخ   بردى ونض ّخمه حتى ينفجر؟ إنّه جدول عظيم يسكن بيوت الدمشقي ، إنه أحد أفراد ا  ة السورية؟ إنه جرة ماء   كل بيت. وهذه الصفة وحدها كفيلة بت ير حبّنا ال متناهي ل دى، من دون أن نع  له خري ًرا وهدي ًرا وهمي  ْ .
 اذا نشعر بالحاجة إ  تضخيم ا شياء؟ هل  ننا نشعر،   ال وعي، أن الصوت الطنّان هو وحده القادر ع  الوصول إ  ا سماع؟ انتهى ا قتباس من مقال درويش. ظلت هذه ا نهار تستقبلنا حضارة بعد حضارة، وظلت تحتفي با ار العاشق ، وامتنان الصيادين، وعرق الف ح ، لم تغضب من النواع ، لم تغضب من الشعر الرديء، ظلت تنظر بمودة ا  الجسور فوقها، ظلت
413


































































































   412   413   414   415   416