Page 430 - Demo
P. 430

مع ج انهما ا خرين، فالعراق اعتدى ع  الكويت وسوريا اعتدت ع  لبنان. وع  نحو لم تفعله اي دولة عربية اخرى. يشهد الله انني لم ابدأ بكتابة هات  السلسلت  عن العراق وسوريا ا  ل ك ا نطباعات الحسنة جدا عن البلدين   اذهان من يتابعني، وهي ذكريات موجودة وبكثرة طاردت ما امكنني منها ونقلته اليكم، غ  ان التشابك والتقاطع الذي تركته سياسات البلدين وع قتهما بنا قد تركا ع مات بارزة ع  جلودنا، ع مات   نستطيع نسيانها، مهما كنا شديدي التسامح، ونحن فع  كذلك نسامح ونغفر، غ  ان الغفران والتسامح الحقيقي  يش طان التذكر   التنا  او التغا ، ذلك  ن للتغا  والتنا  أجل ينتهي، وقد تثور بعده ا شجان وا شاعر الصاخبة غ  الحميدة، واما التسامح الحق فانه قرار عق  ووجداني يتخذ مع حضور الذاكرة   بغيابها او تعطيلها. وطبعا لم نكن   خضم هذه الع قة مجرد ضحايا بصفات م ئكية، لقد حملنا كافة ا واصفات الب ية، بما فيها من ردات فعل وغباء وانفعال وسوء تقدير، وحساسية ال جئ التي تدخل عميقا   كل خلية من خ يانا. قال درويش يوما: انا يوسف يا ابي، اخوتي   يحبونني، وقال   يوم آخر: كم َكذَبنا ح  قلنا: نحن استثناء! هذا التسامح الفلسطيني ليس عق نيا نابعا من زواية ا صلحة فقط، انه تسامح مطرز بالحب. ابتعد قلي  عن السياسة واسمع ما سيقوله الفلسطيني عن بغداد او دمشق وعن اهلهما، ادفع فلسطينيا للمقارنة ب  سوريا والعراق وبلدان عربية اخرى وستسمع منه مدائح عجيبة للعراقي  والسوري . اعتقد احيانا ان الفلسطيني هو الشقيق ا صغر الذي يريد حماية دون
429


































































































   428   429   430   431   432