Page 3 - العمل التطوعي
P. 3
المقدمة
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين وبعد...
الإنسان بطبعه لا يستطيع العيش بمفرده؛ بل يحتاج إلى أن يكون ضمن مجتم ٍع ،ومع مجموعة من
الأشخاص سواء في منزله ،أو مكان د ارسته ،أو عمله؛ لأ ّن الخصائص الاجتماعية هي من سمات الطبيعة
الإنسانية ،فالفطرة السليمة تدعو الإنسان دائماً إلى تقديم الخير وتنحية الشّر بشكل نهائ ّي .تُعتبر الأعمال
التطوعّية من أحد المصادر المه ّمة للخير؛ لأّنها تُساهُم في عك ِس صو ٍرة إيجابيّة عن المجتمع ،وتوض ُح
مدى ازدهاره ،وانتشار الأخلاق الحميدة بين أف ارده؛ لذلك يعُّد العمل التطوع ّي ظاهرةً إيجابيّةً ،ونشاطاً إنسانّياً
ُمهماً ،ومن أحد أهم المظاهر الاجتماعية السليمة؛ فهو سلوك حضاري ُيساهم في تعزيز قيم التعاون ،ونشر
الّرفاه بين ُسّكان ال ُمجتمع الواحد والتطوع مؤشر مهم لرقي الأمم وتقدمها ويشكل سمة للمجتمعات الإنسانية
ودليلاً على تماسك أف ارده والسعي للتكامل بينهم وتذليل الصعاب ويبذل الفرد فيه الجهد والوقت من أجل
الآخرين ومن أجل مجتمعه واستدامة خدماته ،والتطوع لم يكن شيئاً حديثاً بل اتخذ العمل التطوعي منذ القدم
أشكالاً مختلفة بدأ بالجهود الفردية ثم الجماعية ولكنه لم يكن منظماً بل اعتمد على الحاجة والدوافع الذاتية
والعواطف الإنسانية ،ومع التطور الحضاري انتقل التطوع إلى م ارحل متقدمة من التخطيط والأطر الإدارية
المنظمة له التي ن ارها الآن بأبهى الصور .وفي مجتمعنا العربي والإسلامي ُيعد التطوع من القيم الإسلامية
التي حثنا عليها الدين الإسلامي نتاج ما يقوم به المتطوعون من أعمال خيرية تساهم في تغيير حياة
الملايين من البشر .وفي رؤية المملكة العربية السعودية 2030يعد العمل التطوعي من أهم الأولويات
التي سعت إليها الحكومة من خلال تأصيلها والعمل على دفع الهمة للعمل بها.
2