Page 50 - islamic 4 'th primary
P. 50
الدرس الرابع
من ِس َير الأنبياء (عليهم السلام)
نوح (عليه السلام)
كان نب ّي الله نوح (عليه السلام) يعي ُش ببابل في العراق ،ويعم ُل نجاراً وقد اتّصف
بالأخلاق الفاضلة ،والعقل والحكمة ،فأرسلَه اللهُ تعالى إلى قومه ليدعوهم إلى ترك
عبادة الأصنام وعبادة الله الواحد ،الخالق ،القادر ،فدعا قو َمه وقال لهم:
يا قومي إ ّن الله اختارني لهدايتكم وإرشادكم إلى الحق ،فآم َن به الفقرا ُء والمستضعفون
الذين وجدوا في دعوته الرحم َة والعد َل ودف َع الظلم ،أ ّما الأغنيا ُء وكبا ُر القوم فقد سخروا
منه ومن أتباعه ،فنص َحهم وبيّن لهم أنّهم لو أطاعوه وأخلصوا العباد َة لله سيغف ُر اللهُ لهم
ذنو َبهم ويم ّدهم بالأموا ِل والخيرا ِت والنعيم في الآخرة ،لكن ذلك لم ينف ْع مع الك ّفار ،ثم
خ ّوفهم من عذاب الله وانتقامه ،إلا أنّهم استمروا في كفرهم وسخريتهم منه ومن أتباعه،
واتهموه بالكذب والضلال ،إلاّ أ ّن نوحاً (عليه السلام) لم ييأس واستم َّر في دعوة قومه،
سراً وعلاني ًة ،ليل ًا ونهاراً ،على الرغم من أذاهم له ،وكان يغمى عليه من الأذى فإذا
أفا َق قال اللّهم اغفر لقومي فإنّهم لايعلمون.
لقد بقي نو ٌح (عليه السلام) صابراً يدعو قو َمه على مدى تسعمئة وخمسين عاماً
يدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى ،ومع ذلك لم يؤمن به إلاَّ عد ٌد قليل ،ثم أوحى اللهُ تعالى
إلى نوح (عليه السلام) وأ َم َره أن يصن َع سفين ًة ،فبدأَ بصنعها وكان قو ُمه يسخرون منه
حين يم ّرون عليه وهو يصنعها ،ولم يهتم لسخريتهم به .
ولما أت ّم صن َع السفينة أم َره اللهُ بركو ِبها وأن يحم َل فيها المؤمنين ومن ك ِّل نوع من
الحيوانات زوجين .
فلما ركبوا السفينة ،أنز َل اللهُ ع ّز وج ّل من السما ِء مطراًغزيراً ،وتف ّجرت الأر ُض
عيوناً بالماء فارتفع الما ُء وغ ّطى الأر َض وما عليها وأصا َب الكافرين الخو ُف
والذع ُر وذهبوا إلى الجبال يحتمون بها وكان اب ُن نوح كنعان معهم فناداه نو ٌح (عليه
السلام) قائل ًا :يا بن ّي اركب معنا ولا تكن من الكافرين ،فعـصى الول ُد أباه النب ّي
50