Page 79 - merit agust 2022
P. 79

‫‪77‬‬  ‫الإبداع الكردي‬

    ‫شعر‬

                               ‫في أرض ِالألوا ِن‬               ‫النهار وقت ولادة الخيط الأبيض من الأسود‪ ،‬لا‬
                                ‫السيحدقيةقةغ ُيأوحرةجي ٌة‬   ‫تنسي أ ْن تهيئي جسدك الجميل لأعراسه المنشودة‪،‬‬
                               ‫تتجلى لعاشقيها‬
          ‫شجرة خضراء ِثما ُرها الخي ُر لا الخيب ُة‬             ‫دعي الزينة والعطور الآن‪ ،‬فقد داهم الغبا ُر وقت‬
                           ‫الفردو ُس لا الجحي ُم‬                                                ‫اللقاء المكان‪.‬‬
                 ‫أريهم رغ َم الش ِّر حدائق الجمال‬                                                ‫لي َس الح ُّظ‬
               ‫ُج َّر ُه من ُحضن ِالنسيان المتواط ِئ‬
                            ‫ترجم ُه صو ًرا نقية‬                        ‫م ْن يق ُف بيني وبين عناق جسدك البهي‬
                                                                                          ‫إنها خيو ُط ال َّش َر ِك‬
                                  ‫العال ُم مفتو ٌح‬                                              ‫خيوط ال َّشر‬
                          ‫ودحرج الش َّر بأذيال ِه‬
                                                                                     ‫كم أنت عاثر أيها الح ِّظ!‬
                             ‫أ ُّيها الحق دحرج ُه‬                               ‫لماذا أنت صعب أيها الصلاح؟‬
                            ‫د ِّو َن بحبات ال ُّرمان‬
                       ‫شوارعنا تد ُّر حليبًا أحمر‬                                 ‫ألأنهم لا يعرفون أنفسهم؟‬
                  ‫ويسطر عشاقها ملاحم حبِّهم‬                                                  ‫يخالفون الخير‬

                                   ‫بعناق أبد ٍّي‬                                   ‫ويق ُّضون مضاجع الجمال‬
           ‫بينما يفتش الخابور في شقوق ذاكرته‬                                                  ‫أريهم سطوتك‬

                           ‫من التكوين إلى الآن‬                                        ‫أريهم حكمك أيها الحق‬
                         ‫عن وجع يشبه الوجع‬                                             ‫فثما ُر الخير بين يدي َك‬
                         ‫يخاطب البردي بحزن‪:‬‬                                ‫لا تخ ُذل ُه في حروب ِه الضاري ِة النقي ِة‬
                          ‫سماؤنا لا تنبئ بمطر‬                        ‫لا تخ ُذل أفرا َح الجمال ِالقادم بانتصارات ِه‬
                     ‫ولا مثيل في عجلات الوقت‬
                                                                                                  ‫أ ُّي بهجة؟‬
                                ‫لهذي الخرائب‬                                          ‫أ ُّي ِغبط ٍة تنتظر ُه الآن؟‬
                       ‫ودا ًعا للحمائم والزيتون‬                ‫على ضف ِة نهرنا الذي كا َن نه ًرا وشوش ْت الري َح‪:‬‬
                                                            ‫هذا الجس ُد ‪-‬بتفاصيله وأعضائه المق َّوس والمستقيم‪،‬‬
                                  ‫ودا ًعا للمطر‬                ‫المرتفع والعميق‪ -‬معجم غامض‪ ،‬يضيئه كقنديل‬
‫مذهل ٌة أن ِت تلبسين الهوا َء ثو ًبا‪ ،‬وتطفئين في العتم ِة‬            ‫منتصف الليل‪ ،‬بين يديه لا خيبة‪ ،‬لا يأس‪.‬‬
                                                                                ‫شيء ما يستيقظ في الرؤوس‬
  ‫جمري بلهي ِب جسد ِك الثلجي‪ ،‬وتشعلين شفاهي‬
   ‫بالكرز‪ ،‬حتى أني ضع ُت فيك‪ ،‬أترقصين معي؟‬                                                       ‫هنا وهناك‬
                                                                                         ‫أهي مفاجآت الح ِّب‬
                                              ‫‪---------‬‬
                          ‫* الخابور‪ :‬نهر في محافظة الحسكة‪.‬‬                                        ‫وأسئلته؟‬
           ‫* البردي‪ :‬نوع من النبات ينبت على ضفاف الخابور‪.‬‬                                 ‫إذا احتر َق المحتر ُق‬
                                                                                       ‫فلماذا لا يحتر ُق الماء؟‬
   74   75   76   77   78   79   80   81   82   83   84