Page 46 - سكاكين أليفة
P. 46

في غرفة واحدة كنّا ننام وبيننا ينسل الوطن ونغطيه بلحافنا نحكي له قصصاً كان قد نسيها ونخاف على أصابعه في الليل أن يدوس عليها أحدنا وهو يتجه إلى بيت الخلاء أي خلاء تركته أيها الوطن الواسع في الصباح، حين لا يستيقظ الوطن معنا ويبقى يخذلنا بعد سهراته الماجنة يقول لنا أبي: كن كأي بحر عملاق يستجدي غيمة كبيرة كي تعيد الحياة إلى قدميه ويمر بدون جناحين فوق رأس المدينة حتى لو ملأت وسادته فقط رئة الهواء ويتجعد كل هذا الطين الناشف ِاصنع آلاف الطائرات الورقية كي يؤمن الأطفال في مدينتنا مازال هناك طائرات مؤدبة ولكن يا أبي، باب الوطن ليس كما كنت تقول هممتُ بإدخال المفتاح في ثقب الباب تساقطت منه الكثير من ّحمالات المفاتيح هكذا سريعاً.. كتتابع صواريخ السكود على صدر المدينة
46

































































































   44   45   46   47   48