Page 47 - سكاكين أليفة
P. 47

كانت الغرفة مظلمة جداً .. لا ضوء يتمدد تحت العتبة بعد عتمة متعبة فقط وجوه وهياكل عظمية تضحك ولا يبدو منها سوى أسنانها في هذا الممر الطويل المظلم تفصدّت عرقاً متهتهاً أمام درفة الباب وخرجت وأنا أضحك بصوت عالٍ جداً وهنا بدأت نوبة ضحكي رموني خارج السينما وأنا أشاهد فيلماً حربياً والجريمة أنني أضحك مراراً أضااحك وأنااا أشاااهد جثااة طفلااة رضاايعة يخرجونهااا ماان بااين
الأنقاض كما انهالوا علي بالضرب وأنا أضحك وأتناول غدائي أشاهد مجزرة عنيفة حدثت في الحي الذي يجاورنا حين رأيت جارتنا التي لم تكن تعرف المرارة أبداً تسبح بدمائها وهي تحضن أولادها الموتى.. ضحكت وأنا أشاهد جمال الموتى الحلوين.. رموني إلى العتمة.. ولكني مازلت أضحك كهيكل عظمي لا يبدو منه إلا أسنانه، كوحش لم يعد يستمتع لا بالشمس ولا بالقمر بعد أن قطعوا كل أشجار غابته، هكذا لم يعد يؤلمه شيء فقط يضحك حتى لو قطعوا كل أشجار العالم
47
































































































   45   46   47   48   49