Page 65 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 65
63 إبداع ومبدعون
شعــر
عبد الرحيم طايع
الَّثنا ُء على ُكوُرونا!
عشت أخاف هذه اللَّحظ َة تك َّرر سؤا ُل ُه الودود، لم أك ْن أستطع ُم ال َّشا َي
ولا أعمل ال َّصالحا ِت مع ذلك.. وفي النِّهاية وجدتني في البي ِت
زوجتي عبقر َّي ٌة في ُص ْن ِع ِه
لكنَّني تغيَّرت الآ َن أخب ُر ُه بأ َّننا سنلتقي حين لك َّن المقهى
صرت أخافها وأنا مستقي ٌم تمتل ُئ ال ُّط ُرقات بالأثرياء كان يق ِّدم لي شا ًيا أحس َن
إلى نهاية 2019
لا أمدح قلبي فهو فاس ٌق وماسحي الأحذية
إ َّنما الثَّناء على ُكو ُرونا!
... وتكون أشواقنا
كان آخ ُر كلا ٍم قالته إلى تناقضات بعدها ،تف َّوقت زوجتي تما ًما
الحبيب ُة لحبيبها إلى أن شعرت بأ َّنني َم ِدي ٌن
الحياة مضاعفة.. لها باعتذا ٍر ،مذا ُق ُه ال ُّس َّك ُر
في ميعا ٍد سري ٍع بال ُّسو ِق ومهما يكن من أم ٍر الَّ ِذي لا أح ِّد ُده في العادة..
اختلسا ُه اختلا ًسا: فوقتها ،يج ُب الثَّنا ُء لا أُ ْح ِصي ثنا ًء عليها
على ُكو ُرونا! فالثَّنا ُء على ُكو ُرونا!
كن طيِّبًا ،ولا تنس ِك َما َم َت َك ... ...
كان آخر كلا ِم ِه لها: هذا صدي ٌق بمثاب ِة أ ٍخ
لم أعد أزو ُر المقابر.. َأ َب ْي ُت لِ َقا َء ُه ِم َرا ًرا كثير ًة
كوني طيِّب ًة ،ولا تنسي خطفني عال ُم الأحيا ِء
ِك َما َم َت ِك (شاءت ظروف َي القسر َّي ُة ذلك
من عال ِم الموتى فلم أكن أتع َّمد مجافاته ق ُّط)
سمعهما ال ُّسوق كلُّه ال َّراسخون (كما يقو ُل
(الأعدا ُد الغفير ُة في ال ِع َتاب) وحتَّى في عيد ميلادي،
الَّتِي كانت هناك لشراء أشعر بالنَّدم حاليًا في نوفمير ،2019
َلوا ِز ِم َها ،ولا تبالي بالأخطار) بعد أن ندرت الحركة
في الأجوا ِء الوبائيَّ ِة
فتح كلا ُم ُهما أحضا ًنا شتَّى فلا فرصة لِ َذهاب «جري ِح دعو ُت ُه ،ولم يكن موجو ًدا
وطيَّر عصافي َر من الأقفا ِص قمالص َرلي ِحفييَنذامككالم ٍة في
فرا ٍق» هاتفيَّة قد
والثَّنا َء ليس على ال ُح ِّب إلى هناك إ َّل في النَّعش
ولا امتلا ِك ُرو ِح المغامر ِة ستحملني جماع ٌة قليل ٌة إذ عاد :متى سنلتقي يا
ولا شي ٍء من هذا ال َقبِيل
وتلقيني في القبر بسرع ٍة «مولانا»؟
الثَّنا ُء على ُكو ُرونا!
لم أشأ الإجابة ،ونقل ُت
وتمضي.. الحدي َث إلى شأ ٍن آخ َر،