Page 74 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 74
العـدد 25 72
يناير ٢٠٢1
سونيا الفرجاني
(تونس)
كبسولة الزمن
تمتم تمتم تمتم تمتم لو أ ّن الزمن جامعني،
لماذا ترتعشين؟ لأنجبت منه وقتا لي،
يحمل جيناتي ،وصفات الكمنجات في ذاكرتي،
قلت :أخذت شراشف الكون ف َب ُر َد وقياس العصر على خصري.
ارتعد، سأس ّمي ال ّزمن سيلفيو
ط ّوقني قال :كان جلجامش ذك ًرا فلم يشتهيني وأكون سيلفيًّا،
وكان الأنبياء ذكو ًرا دون أن أقتبس النّهاية اليائسة.
طوقيني
وحدها الأبدية أنثى لا ب ّد لهذا الزوج أن يقترب
أن يتع ّدد داخلي أو يخرج من دائرة ال ّساعة «ك ْي
وصلتها متأ ّخ ًرا وأقمت فيك.
أ ّيتها الغرفة الواقعيّة التي يقتات الانتظار منها أنسى إساءتها»
تكاثري منّي ولِدي بذور البقاء. لي من الزمن أطفال بلا أسماء
كانت طريق ال ّرجوع لغة أطلقتهم في البراري وقتًا يتكاثر ،بلا هو ّيات ولا
والوصيّة
كانت معنى. نسب.
تمتم تمتم تمتم تمتم
أطفالنا بلا عدد،
أحبّك كوخز ال ّدبابيس على ال ّظهر، لن يعبث بأحلامهم ولن يقف صوب الحكاية
أحبّك والبقيّة في ال ّشعر.
لينهشها.
بعد الوقت ث ّمة ساحة كبيرة يرتاد الأطفال
ويلعبون. قال لي :أشتهيك على قلق ،فلا تكتبي أرقي.
كتبت سطرين فعاقني
ر ّبما اقتضت القصيدة أن أس ّميها
لكنّي لن أس ّميها .صغاري هنا يعبثون استعار الأبد ّية فجأة وط ّوقني.
م ّد ي ًدا ،قطف شم ًسا وقذفها،
أطعمهم ث ّم ألاعبهم بساعة قديمة ش ّد أقما ًرا ،وحذفها،
ساعات كثير ًة ليست كبير ًة التقط أر ًضا وخسفها،
نتقاذفها كرة بيغ بونغ
ونضحك.