Page 70 - كتاب مبادرة ابنك والمستقبل 2021
P. 70
الفيروسات تحافظ على صحة الفطريات والنباتات
قد يظن المرء أن الفيروسات شر مطلق ،وجدت خصيصا لتجلب المعاناة والشقاء للبشر .فقد
حصدت على مدى آلاف السنين أرواحا لا تعد ولا تحصى ،ففي القرنً العشرين ًوحده ،أودت
الإنفلون از الإسبانية عام 1918بحياة ما يت اروح بين 50و 100مليو ًن شخص .وقتل وباء
الجدر ًي ما يقدر بنحو 200مليونً شخص .وليست الجائحة الحالية إلا واحدة من مجموعة
لا تنتهي من الجوائح الفيروسية الفتاكة .وربما لو خيرنا بين محو جميع الفيروسات من على
وجه الأرض بعصا سحرية وبين الإبقاء عليها ،لاختار معظم الناس التخلص منها دونً
تردد ،وخاصة الآن .لكننا نكونً بذلك قد ارتكبنا خطأ قاتلا .ويقول توني غولدبرغ ،عالم
وبائيات بجامعة ويسكونسين ماديسونً" :لو اختفت الفيروسات فجأة من الوجًود سينعم العالم
بحياة ارئعة لنحو يوم ونصف ،وبعدها سنموت جميعا ،إذ أن الفيروسات تؤدي أدوا ار مهمة
للعالم تفو ًق ضررها بم ارحل" .إذ لا تسبب الغالبية العظمى من الفيروسات أمًارضا للبشر،
ويسهم الكثير منها في دعم الأنظمة البيئية ،ويحافظ البعض على صحة الكائنات الحية ،من
الفطريات والنباتات إلى الحش ارت والبشر.
وتقول سو ازنا لوبيز شاريتون ،عالمة فيروسات بجامعة المكسيك الوطنية المستقلة" :نحن
نعيش في توازًن بيئي محكم" ،وتمثل الفيروسات جزءا من هذا التوازنً .وترىً شاريتو ًن أنه لو
اختفت الفيروسات سيكو ًن مصيرنا الفناء