Page 27 - مجلة ثقافة قانونية عدد المؤتمر
P. 27

‫توثيق توصية من بحث ودراسة وورقة عمل‬

‫‪ )1‬من الضروري صياغة تشريعات جديدة تدمج العقود الذكية ضمن البيئة القانونية التقليدية دون أن‬
‫تفقدها خصائصها التقنية‪ ،‬وذلك من خلال الإقرار بحجيتها القانونية كأداة تعاقدية قائمة بذاتها‪ ،‬مع الأخذ‬

    ‫في الاعتبار خصوصيتها البرمجية وعدم ربطها حصريًا بالمفاهيم الشكلية للعقود المكتوبة أو الموقعة‪.‬‬
‫‪ )2‬ينبغي تبني برامج تدريبية متقدمة تستهدف تأهيل القضاة والمحامين والخبراء القانونيين لفهم‬
‫الجوانب التقنية للعقود الذكية‪ ،‬سواء عبر ورش عمل تخصصية أو من خلال التعاون بين المؤسسات‬

            ‫القضائية والهيئات التقنية‪ ،‬بما يضمن تمكينهم من تقييم العقود الإلكترونية على أسس سليمة‪.‬‬
‫‪ )3‬يمكن الاستفادة من تجربة "محاكم المستقبل"‪ ،‬كما أطلقتها إمارة دبي‪ ،‬من خلال تخصيص دوائر‬
‫قضائية رقمية تتولى حصريًا النظر في منازعات العقود الذكية‪ ،‬إنشاء محاكم رقمية متخصصة مع اعتماد‬

     ‫أدوات تكنولوجية متقدمة تتيح التفاعل المباشر مع البيانات البرمجية وتفسير سلوك العقود المؤتمتة‪.‬‬

    ‫‪ )4‬الطفرة الرقمية (الذكاء الاصطناعي) سلاح ذو حدين‪ :‬فهو من جهة ذو منافع جمة‬
    ‫يمكن أن تسهم ‪-‬على نحو فعال‪ -‬في تحقيق العدالة والتنمية‪ ،‬وتيسير الحياة الإنسانية‪،‬‬
    ‫ودرء بعض الأخطار التي يتعرض لها الإنسان في سياق الطرق التقليدية‪ ،‬وقد ساق البحث‬

                                                         ‫العديد من الأمثلة على هذه المنافع‪.‬‬
    ‫‪ )5‬لكنه من جهة أخرى ينتج العديد من الأخطار‪ :‬بعضها راجع إلى طبيعته الغامضة‪ ،‬مع‬

                                 ‫تخوف بعض الباحثين من حالات قد يخرج فيها عن السيطرة‪.‬‬
    ‫‪ )6‬وبعضها راجع إلى سوء الاستخدام وفساد التوظيف من قبل أفراد أو جهات لديهم سوء‬
    ‫النية؛ كأولئك الذين يستخدمون التقنيات الرقمية في العمل الإجرامي والإضرار بدين الناس‬

                                                            ‫أو نفوسهم أو أعراضهم‪ ...‬إلخ‪.‬‬
    ‫‪ )7‬ويمكن أن نوسع النظر إلى هذه التقنيات بحيث تبقى مجالا يكفل تنمية القطاعات التي‬
    ‫هي بحاجة ماسة إلى حفز مسارها التنموي‪ ،‬وضربنا مثلا بقطاع الوقف والمصرفية‬

                                                                                ‫الإسلامية‪.‬‬
    ‫‪ )8‬انتهى البحث إلى رفض إسناد الوظائف الشرعية والقانونية إلى الذكاء الاصطناعي على‬
    ‫وجه الإحلال والإبدال‪ ،‬مع التوصية بالاستعانة به في تيسير الإجراءات وجمع المادة العلمية‬

                                                         ‫ونحو ذلك مما يوفر الوقت والجهد‪.‬‬
    ‫‪ )9‬في جريمة سرقة البيانات فرق البحث بين سلب البيانات وبين استنساخها‪ ،‬ما يلزم معه‬

                                              ‫وجود تفاوت في العقوبة الموضوعة لكل حالة‪.‬‬
    ‫‪ )10‬حادثة تفجير أجهزة البيجر في جنوب لبنان عمل غير مسبوق يبرز الأثر العظيم لهذه‬
    ‫التقنيات في استحداث أنماط غير معهودة من السلوك الإجرامي بالغ الخطورة على أمن‬

                                                                        ‫الأفراد والجماعات‪.‬‬
    ‫‪ )11‬التنظيم القانوني وحده قليل الجدوى‪ ،‬سيما على المستوى الدولي‪ ،‬ما دام لا يوجد ما‬
    ‫يكفل احترام هذه القوانين‪ ،‬ويحفظ لها مهابتها‪ ،‬وإلا تحولت القوانين إلى أداة لردع‬
    ‫الضعفاء‪ ،‬بينما يفلت الأقوياء وحلفاؤهم من المسؤولية عن الانتهاكات المتكررة التي تقف‬
    ‫القوانين والمواثيق عاجزة بإزائها‪ ،‬كما نرى في انتهاكات الكيان الصهيوني وحلفائه ضد‬

                                                                         ‫العرب والمسلمين‪.‬‬

     ‫مجلة ثقافة قانونية ‪ -‬عدد خاص بمؤتمر القانون والذكاء الاصطناعي | ‪27Page‬‬
   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32