Page 13 - 88
P. 13
وكان أول وزير هو أبو سلمه الخلال في عهد الخليفة السفاح الذي اغتيل بعد فترة قصيرة من
تسلمه هذا المنصب ومن بعده جاء الوزير أبو الجهم الذي قتل أيضا بعد أن دس له السم في فترة
الخليفة أبو جعفر المنصور .وفي فترة الخليفة هارون الرشيد تم تعيين وزراء من البرامكة الذين
عظم شأنهم وزادت سيطرتهم حيث اعطى هارون الرشيد لوزيره يحيى بن خالد البرمكي سلطة
الحل والعقد بمعنى انه كان مفوض في شؤون الدولة حيث قال له هارون الرشيد "قلدتك أمر الرعية
واخرجتها من عنقي اليك ,فاحكم في ذلك بما ترى من الصواب واستعمل من رأيت واعزل من رأيت".
ثم جاء جعفر بن يحيى للوزارة بالوراثة وفي عهده تحكم البرامكة في شؤون الدولة واشرفوا على
مدخولات ومصروفات الدولة حتى ان هارون الرشيد كان يطلب البسيط من المال فلا يصل الا بعد
موافقة البرامكة فشاركوه في الحكم .وهناك قصة تشير الى مدى اتساع نفوذ البرامكة :ان
رجلا من أقارب هارون الرشيد طلب من الوزير جعفر 3أمور :سداد دينه ,وتعيين ابنه واليا وأن يزوج
هذا الابن من ابنة هارون الرشيد فقضى له جعفر حاجاته واعلم هارون الرشيد في اليوم التالي ,ان
وصول البرامكة هذا القدر من النفوذ جعل هارون الرشيد يقضي عليهم وهذا ما عرف باسم "نكبة
البرامكة" .كان الوزراء في العصر العباسي الأول يخافون على أنفسهم من بطش الخلفاء وكان
الوزراء يخافون أن يطلق عليهم لقب الوزير لأن هيبتهم تصغر أمام هيبة الخليفة بحيث لا يظهر
للوزير لا هيبة ولا رونق.
الوزارة في العصر العباسي الثاني :حدث تغيير على منصب الوزير في العصر العباسي الثاني
فكانت سلطة الوزير ترتفع وتنخفض حسب معايير معينة وهي:
.1قوة وضعف الخليفة :كلما كان الخليفة أقوى كانت سلطة الوزير أضعف والعكس صحيح.
.2علاقة الوزير بالقادة العسكريين :فكلما زادت نفوذ القادة العسكريين وزادت سيطرتهم
على الجهاز الإداري كلما ضعفت سلطة الوزير والعكس صحيح.
.3ظهور وظيفة أمير الأمراء :التي استحدثها الخليفة الراضي والتي كانت سبب في ضعف قوة
(سلطة) الوزير بحيث لم يبقى للوزير سوى الاسم.
.4علاقة الوزير بالنساء وحاشية القصر :فكلما كانت علاقة الوزير حسنة مع حاشية القصر
كلما ارتفعت مكانة الوزير لأن نساء القصر في العصر العباسي الثاني كن يتدخلن في السياسة.
.5كانت هيبة الوزراء في زمن بني بويه قليلة :لأن بني بويه ضربوا الوزراء وسملوا عيونهم وقطعوا أنوفهم.
13