Page 87 - 88
P. 87
َمظاهر اللاسامية في َغرب أوروبا
في فرنسا
َقض ّية درايفوس
كان درايفوس ضاب ًطا يهود ًيا في الجيش الفرنسي اتهم بالخيانة العظمى لفرنسا وذلك بإفشاء
أسرار فرنسا العسكرية لألمانيا بع َد أن ُعث َر على وثائق عسكرية عند الملحق العسكري الألماني
في باريس ُك ِتبت بخط ُيشبه خط درايفوس وفي احتفال مذل وبحضور مئات الجنود ُخلعت ُرتب
درايفوس العسكر ّية و ُم ّزَقت ِشعارات الضابط عن ِمع َط ِفه و ُكسر سيفه فوق رأ ِس ِه وصاح الجميع
"المَوت لليهودي الخائن" .
أ ّما درايفوس كان يؤكد وطنيته ويصيح "تحيا فرنسا" وعلى أثر ذلك ُنفي درايفوس إلى جزيرة
غوانا الفرنس ّية ولكن أصحاب الضمائر الح ّية من ك ّتاب وسياسيين اللذين حاولوا تطهير اسم
درايفوس مثل الكاتب الفرنسي اميل زوّل الذي َك َتب كتاب "إّني أّتهم" .وقد ثبت أخي ًرا ا ّن الوثائق
َل ت ُكن بخط درايفوس وإنما زيفها ضابط آخر في القيادة الفرنسية من اصل هنغاري وكان قد
عمل في خدمة الاستخبارات الالمانية ،وٌأعيدت القضية لتطرح امام محكمة عسكرية ت ّم تبرأة
درايفوس نهائ ًيا في المحكمة وُأعيد إلي ِه اعتباره واعيد الى الجيش ونا َل ترقيه.
هذه القضية َق َسمت فرنسا إلى قسمين :ق ِسم مع درايفوس وقسم ضد ُه ،استخدمت هذه القضية في
انتخابات فرنسا َبع َد ذلك.
أّثرت قضية درايفوس َعلى ِهرت ِسل الذي كان يعمل ُمراسل لصحيفه نمساوية َوقا َم بتغطية
أحداث المحاكمة َفبعد سماعة الموت لليهودي الخائن بدأ يعمل على َحل القضية اليهودية ،واقتنع
هرتسل بان حل القضية اليهودية لن يكون من خلال الاندماج بل من خلال الحل القومي وعن
طريق انشاء وطن قومي لليهودي .
كانت قض ّية درايفوس القضية الرئيسية التي استغّلها اللاسام ّيون لتحقيق مآربهم في زيادة
َنشر دعاية اللاسامية ضد اليهود حي ُث اعتبروهم ع ُد ًوا واتهموهم بالتآمر والخيانة والسبب في إفلاس
البنك الكاثوليكي.
87