Page 87 - 5432114
P. 87

‫َمظاهر اللاسامية في َغرب أوروبا‬
             ‫في فرنسا‬

                                                                 ‫َقض ّية درايفوس‬
    ‫كان درايفوس ضاب ًطا يهود ًيا في الجيش الفرنسي اتهم بالخيانة العظمى لفرنسا وذلك بإفشاء‬
‫أسرار فرنسا العسكرية لألمانيا بع َد أن ُعث َر على وثائق عسكرية عند الملحق العسكري الألماني‬
   ‫في باريس ُك ِتبت بخط ُيشبه خط درايفوس وفي احتفال مذل وبحضور مئات الجنود ُخلعت ُرتب‬
 ‫درايفوس العسكر ّية و ُم ّزَقت ِشعارات الضابط عن ِمع َط ِفه و ُكسر سيفه فوق رأ ِس ِه وصاح الجميع‬

                                                                       ‫"المَوت لليهودي الخائن" ‪.‬‬
  ‫أ ّما درايفوس كان يؤكد وطنيته ويصيح "تحيا فرنسا" وعلى أثر ذلك ُنفي درايفوس إلى جزيرة‬

    ‫غوانا الفرنس ّية ولكن أصحاب الضمائر الح ّية من ك ّتاب وسياسيين اللذين حاولوا تطهير اسم‬
‫درايفوس مثل الكاتب الفرنسي اميل زوّل الذي َك َتب كتاب "إّني أّتهم"‪ .‬وقد ثبت أخي ًرا ا ّن الوثائق‬

  ‫َل ت ُكن بخط درايفوس وإنما زيفها ضابط آخر في القيادة الفرنسية من اصل هنغاري وكان قد‬
   ‫عمل في خدمة الاستخبارات الالمانية‪ ،‬وٌأعيدت القضية لتطرح امام محكمة عسكرية ت ّم تبرأة‬

                   ‫درايفوس نهائ ًيا في المحكمة وُأعيد إلي ِه اعتباره واعيد الى الجيش ونا َل ترقيه‪.‬‬
‫هذه القضية َق َسمت فرنسا إلى قسمين ‪ :‬ق ِسم مع درايفوس وقسم ضد ُه ‪ ،‬استخدمت هذه القضية في‬

                                                                    ‫انتخابات فرنسا َبع َد ذلك‪.‬‬
  ‫أّثرت قضية درايفوس َعلى ِهرت ِسل الذي كان يعمل ُمراسل لصحيفه نمساوية َوقا َم بتغطية‬
 ‫أحداث المحاكمة َفبعد سماعة الموت لليهودي الخائن بدأ يعمل على َحل القضية اليهودية‪ ،‬واقتنع‬

     ‫هرتسل بان حل القضية اليهودية لن يكون من خلال الاندماج بل من خلال الحل القومي وعن‬
                                                            ‫طريق انشاء وطن قومي لليهودي ‪.‬‬

   ‫كانت قض ّية درايفوس القضية الرئيسية التي استغّلها اللاسام ّيون لتحقيق مآربهم في زيادة‬
‫َنشر دعاية اللاسامية ضد اليهود حي ُث اعتبروهم ع ُد ًوا واتهموهم بالتآمر والخيانة والسبب في إفلاس‬

                                                                       ‫البنك الكاثوليكي‪.‬‬

‫‪87‬‬
   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92