Page 87 - مقرر التخطيط السياحي (1)
P. 87

‫الفصل الثالث‬
                            ‫التخطيط السياحي والتنمية السياحية‬

‫تعد التنمية المستدامة واحدة من متطلبات الحياة المعاصرة بعد ان شهد العالم تغيرات عديدة على مستوى‬
           ‫حجم استهلاك الموارد الطبيعية وما نجم عنه من تداعيات بيئية واجتماعية واقتصادية وحتى سياسية‪.‬‬

‫فالقطاع السياحي من القطاعات التي يمكن تحقيق شرط الاستدامة في مشاريع استثمارها‪ ،‬لكونه يعتمد على‬
‫موارد طبيعية يمكن استثمارها بشكلها الخام لسنوات طويلة إذا ما أحسن استثمارها وتمت المحافظة عليها‬

                                                                                       ‫بصورتها الطبيعية‪.‬‬

‫ومعظم المجتمعات لديها مقومات طبيعية يمكن ان تتحول إلى مشاريع استثمار تدر أموالا طائلة يمكن ان‬
‫تساهم بشكل فعال في تنمية وزيادة الدخل الوطني‪ ،‬بالإضافة إلى إمكانية ان تكون مثل هذه المشاريع أحد أهم‬
‫الآليات لفك العزلة وللقضاء على البطالة أو الحد منها خاصة في المناطق الداخلية او المنعزلة أين توجد المواقع‬

                                                                                                ‫الطبيعية‪.‬‬

‫ومصر واحدة من الدول التي تمتلك مقومات طبيعية متنوعة يمكن ان تحول إلى أهم منطقة للاستثمار‬
‫السياحي‪ ،‬نظرا لتنوع بيئاتها الطبيعية من بحر وجبل وغابات وصحراء ومناطق رطبة وغيرها إضافة إلى تنوع‬
‫موروثها الثقافي الذي يعد الوجه الأخر المكمل للجانب الطبيعي للمنطقة‪ .‬كما ان لديها من الإمكانيات المادية‬

                                                             ‫والبشرية التي يمكن استثمارها في هذا المجال‪.‬‬

‫لهذا فان تحقيق هذه النقلة في قطاع السياحة يتطلب عملية تنمية السياحة بالاعتماد على الدراسات‬
‫العلمية‪ ،‬فيعتبر التخطيط السياحى من اهم أدوات التنمية السياحية المعاصرة‪ ،‬والتي تهدف الى زيادة الدخل‬
‫الفردي الحقيقي والقومي وإلى تنمية حضارية شاملة لكافة المقومات الطبيعية والإنسانية والمادية في البلاد‪ .‬ومن‬
‫هنا يكون التخطيط السياحى يعتبر ضرورة من ضرورات التنمية المستدامة الرشيدة التي تمكن الدول خصوصا‬
‫النامية منها من ان تواجه المنافسة في السوق السياحية الدولية‪ .‬وبالتالي فان التخطيط للتنمية السياحية يعتبر‬
‫جزءا لا يتجزأ من خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي يقتضي إلزام لكل من الوزارات والأقاليم والأجهزة‬

          ‫والإدارات الحكومية وغير الحكومية بتنفيذ السياسة التنموية السياحية من خلال برنامج عمل مشترك‪.‬‬

‫فتعد التنمية السياحية من العمليات الواجب العمل عليها لإنعاش قطاع السياحة لما لهذا القطاع من دور مهم في‬
‫تحريك العجلة الاقتصادية والمشاركة في معالجة بعض المشكلات كمشكلة البطالة والفقر‪ ،‬التي تعاني منها دول‬
‫العالم الثالث والدول العربية كجزء منها‪ ،‬كما ان قطاع السياحة ممكن ان يكون قطاعا داعما ومساندا للاقتصاد‬
‫الوطني من خلال إدخال العملة الصعبة من جهة ولكون فكرة إنعاش هذا القطاع في أي دولة يعد من المشاريع‬

                                                                    ‫التي تصب لصالج تنوع مصادر الدخل‪.‬‬

                                                                ‫‪87‬‬
   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92